شبه القارة الكورية لا تعرف الهدوء، حشد عسكرى ومناورات مشتركة وتجارب صاروخية، واستفزازات مستمرة قد تشغل الأجواء من مستصغر الشرر فى بحر اليابان.
فبدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اليوم الجمعة تدريبات بحرية مشتركة باستخدام حاملة طائرات أمريكية، وذلك بعد يوم من تحليق 12 مقاتلة كورية شمالية قرب الحدود.
وتأتي التدريبات بعد أن أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين في البحر يوم الخميس، ثم حلقت في وقت لاحق بطائرات حربية قرب الحدود مع كوريا الجنوبية.
ومن جانبها، أكدت هيئة الأركان المشتركة أنها ستواصل تعزيز قدراتها العملياتية واستعدادها للرد على أي استفزازات من قبل كوريا الشمالية من خلال تدريبات مشتركة مع حاملة الطائرات الأميركية رونالد ريجان ومجموعتها القتالية”.
وأضافت أنهم اتفقوا على أن التدريبات البحرية الثلاثية الأخيرة حسنت قدرتهم على الاستجابة لكوريا الشمالية.
ودفعت مناورة القصف النادرة، باستخدام ما لا يقل عن 8 طائرات مقاتلة كورية شمالية و4 قاذفات قنابل يوم الخميس، كوريا الجنوبية إلى نشر 30 مقاتلة.
وحلقت الطائرات الحربية على جانبي الحدود شديدة التحصين وسط تصاعد التوترات بشأن سلسلة تجارب صاروخية أجرتها بيونغ يانغ.
وتوعد رئيس وزراء كوريا الجنوبية يون سوك يول، برد حازم على تصرفات جارته الشمالية، مؤكدًا أن البرنامج النووي لكوريا الشمالية يمثل تحديا مباشرا للجهود الدولية لتحقيق عدمِ الانتشار النووي.
وكانت كوريا الشمالية صباح أطلقت الثلاثاء الماضى، صاروخا باليستيا متوسط المدى حلق فوق اليابان سرعته ناهزت 17 ماخ (أسرع من الصوت 17 مرة)، قبل أن يسقط في البحر، في حدث غير مسبوق منذ 2017، ويشكل تصعيدا واضحا في حملة التجارب العسكرية المكثفة التي تجريها بيونغ يانغ منذ مطلع العام، مما دفع السلطات اليابانية إلى تحذير السكان، وطلبت منهم الاحتماء، كما علقت تحركات القطارات في شمالي البلاد مؤقتا.
وتكثف بيونغ يانغ برامج أسلحتها المحظورة في ظل تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة، فأجرت عددا قياسيا من التجارب العسكرية هذه السنة، وأقرت قانونا جديدا يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك ردا على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمرا “لا رجعة فيه”.
ووتخضع كوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات أممية بسبب برامج أسلحتها المحظورة، تحاول في العادة إجراء تجاربها العسكرية في توقيت يزيد من وطأتها الجيوسياسية.
تزايد التوتر بين الكوريتين عقب إجراء كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في أغسطس الماضي أول تدريبات مشتركة بينهما منذ 4 سنوات، شاركت فيها حاملة طائرات أمريكية، حيث تتهم كوريا الشمالية الولايات المتحدة بشكل متكرر بالإعداد للسيطرة على أراضيها من خلال مناوراتها العسكرية مع كوريا الجنوبية، وهو أمر تنفيه الدولتان اللتان أعلنتا أن بيونغ يانغ تحضر لتجربة نووية قريبا.