مازالت أزمة سد النهضة تبحث عن حل وسط تداعيات خطيرة قد تحيط بدولتي المصب مصر والسودان لاسيما مع الملء الرابع مع التوقعات بتخزين إثيوبيا لكميات ضخمة من المياه تساوي ما تم تخزينه خلال السنوات الثلاثة الماضية.. ماذا يحدث في سد النهضة؟
انخفاض منسوب بحيرة السد
كشف خبير الموارد المائية الدكتور عباس شراقي، إن الصورة الأخيرة التي وردت من الأقمار الصناعية بشأن سد النهضة، أظهرت أن يوم 30 مارس الماضي، شهدت بحيرة سد النهضة وانخفاض في المنسوب، وابتعادها عن سد السرج ببطئ، كما أنها أظهرت توقف التوربينات، لافتًا إلى أنه ربما كان الأمر صدفة حيث إنهما يعملان ساعات قليلة يوميا.
ارتفاع الممر الأوسط في سد النهضة
وقال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة في منشور عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: أن صور الأقمار الصناعية كشفت أيضًا ارتفاع الممر الأوسط في سد النهضة بمقدار 5 إلى 6 أمتار ليصل إلى مستوى 605 أمتار، لافتا إلى أن هذا الارتفاع يوجد عليه اختلاف حيث يقول البعض أنه 508 أمتار، موضحًا أن ارتفاع الجانبين وصل إلى حوالي 625 مترًا، وأن الأعمال الإنشائية مازالت جارية في الجانبين والممر الأوسط”.
استمرار فتح بوابة التصريف الشرقية
وأشار إلى أن بوابة التصريف الشرقية للسد مازالت مفتوحة، موضحًا أنها هي المنفذ الوحيد الآن لمرور المياه ولكنها تمرر فقط حوالي 20 مليون م3/يوم نتيجة التحكم في بوابة التصريف، لافتًا إلى أن الطاقة الكاملة لبوابة التصريف الشرقية نحو 50 مليون م3/يوم.
مياه مفقودة تخصم من رصيد مصر والسودان
وذكر “شراقي”، أن المياه التي تمر الآن من السد لا تخدم إثيوبيا ولا تساهم في توليد أي طاقة، ولكنها إيراد مياه للسودان في النيل الأزرق، لافتًا لى أن تلك المياه ستخصم مستقبلا من إيراد السودان ومصر الموسم المقبل مع التخزين الرابع.
التخزين الرابع كابوس
وأكد “شراقي”، أن هذا النظام سيستمر حتى النصف الثاني من سبتمبر المقبل، لافتًا إلى أن فيضان المياه من أعلى الممر الأوسط بعد انتهاء التخزين الرابع بكمية تعادل ما تم تخزينه خلال الثلاث سنوات الماضية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان قد حذر من أن القاهرة لن تتحمل أي نقص في المياه.وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن القاهرة لها الحق في الدفاع عن مقدرات ومصالح شعبها، مؤكدًا أن كل الخيارات مفتوحة أمام مصر في أزمة سد النهضة حيث ستظل كافة البدائل متاحة.
رفض وزير الخارجية المصري، الحديث عن الملء الرابع لسد النهضة، مؤكدا أن القاهرة تراقب الموقف بكل دقة.
فيما ردت الخارجية الإثيوبية، على تصريحات سامح شكري في بيان غاضب، قالت فيه إن الحلول الودية لقضية سد النهضة مع مصر والسودان ممكنة، إذا توفر حسن النية، مشترطة أن يكون ذلك تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، معلنة رفضها لتصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وتتطلع مصر بطبيعة الحال لتدخّل أي دولة، لاسيما إذا كانت تمتلك أدوات حقيقية للضغط على أديس أبابا، ولكن بشرط أن تقدم الدولة الوسيطة عرضاً يتناغم مع قواعد القانون الدولي، والاتفاقيات الدولية، والتي تمنع الإضرار بدول المصب عند إقامة مشاريع مائية.
كل ذلك يأتي في وقت، تستعد فيه إثيوبيا لملء رابع لخزان سد النهضة، خلال موسم الأمطار المقبل.