مخاوف وقلق وتوتر لدى الملايين من المواطنين باليابان وكوريا الشمالية، مع كل مقذوف تطلقه كوريا الشمالية، كوابيس مستمرة فى النهار قبل الليل لاسيما أن الخيار النووي على الطاولة، إلا أن التجارب بيونج يانج تهديدها وصل إلى أمريكا.. ماذا حدث صباحًا؟
أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أن جارتها الشمالية أطلقت ما يبدو أنه مقذوفا باليستيًا عابر للقارات، بعد يوم من إطلاقها مقذوفًا أصغر، في وقت تصاعدت فيه التوقعات من أن تكون بيونج يانج تستعد لإجراء تجربة “أكثر خطورة”.
وأشار الجيش الكوري الجنوبي، إلى أنه تم رصد “إطلاق مقذوف باليستي غير محدد باتجاه الشرق”، كما أكدت اليابان أيضا إطلاق المقذوف، واصفة ما حصل بأنه “غير مقبول إطلاقا”، وفقا لرئيس وزرائها فوميو كيشيدا.
وقال كيشيدا: “المقذوف الباليستي الذي أطلقته كوريا الشمالية يبدو أنه سقط في منطقتنا الاقتصادية الخالصة غربي هوكايدو”، واصفا عملية الإطلاق هذه بأنها “غير مقبولة إطلاقا”، وأشار إلى عدم ورود أنباء عن وقوع أضرار بأي سفن أو طائرات.
وأضاف كيشيدا، أن بيونج يانج، تكرر الأعمال الاستفزازية بوتيرة غير مسبوقة، ونؤكد مجددا بشدة أن هذا أمر غير مقبول إطلاقا”.
وتابع: “اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يجب أن تنسق بشكل وثيق العمل على النزع الكامل للسلاح النووي لكوريا الشمالية”.
وذكرت وزارة دفاع كوريا الجنوبية أن المقذوف الباليستي عابر للقارات على ما يبدو وهو الأبعد مدى الذي تطلقه كوريا الشمالية ومصمم لحمل رأس نووي يمكنه أن يصل إلى أي مكان في الولايات المتحدة، ما يعد تهديدًا واضحا لأمريكا، فى ظل توعد بيوج يانج أن الرد سيكون قاسيًا.
وعلى الفور، حركت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية طائراتها إلى السماء فى تدريبات جوية مشتركة، بعد إطلاق بيونج يانج المقذوف العسكري الأقوى لها، والذى أكد مراقبون أنه يستطيع أن يصل إلى أي مكان فى العالم ماعدا أجزاء معينة بأمريكا الجنوبية.
فيما أكدت وكالة يونهاب، الكورية الجنوبية، أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجريان تدريبات جوية مشتركة، لافتة إلى أن تلك التدريبات تأتى ردا على إطلاق كوريا الشمالية مقذوف باليستي.
وعلى المستوى السياسي، عقدت كامالا هاريس نائب الرئيس الأمريكي اجتماعاً لقادة العالم في العاصمة التايلاندية بانكوك على هامش قمة إقليمية لمناقشة اختبار كوريا الشمالية لإطلاق مقذوف جديد.
وذكرت تقارير صحفية، أن هاريس ستعقد الاجتماع مع قادة من أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وكندا ونيوزيلندا على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك).
وأطلقت كوريا الشمالية أمس الخميس مقذوفا باليستيا قصير المدى، وحذرت وزيرة خارجيتها تشوي سون هوي من “ردود عسكرية أكثر قوة” على التحركات الأمريكية لتعزيز وجودها العسكري، قائلة إن واشنطن تقوم “بمقامرة ستندم عليها”.
وفي بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية نددت تشوي بقمة ثلاثية عقدت يوم الأحد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان انتقد خلالها زعماء تلك البلدان اختبارات الإطلاق التي تجريها بيونجيانج وتعهدوا بتعاون أمني أكبر.
وأجرت بيونج يانج عددا قياسيا من تجارب المقذوفات خلال العام الحالي، وأطلقت أكثر من 50 مقذوفا قصير المدى وبعيده منذ 25 سبتمبر الماضي.
وخلال اجتماع عقد الثلاثاء الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، حاول الرئيس الأمريكي جو بايدن إقناع نظيره الصيني شي جين بينج بالتدخل لدى كوريا الشمالية حتى تتخلى عن إجراء تجربة نووية.
وكان بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني كيشيدا وعدوا الأحد الماضي برد “قوي وحازم” إذا أجرت بيونج يانج هذه التجربة التي ستكون -في حال حصولها- الأولى لكوريا الشمالية منذ عام 2017 والسابعة في تاريخها.
تتهم كوريا الشمالية الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية بالتخطيط للسيطرة على أرضها وتزعم أن تجاربها النووية وعملية اطلاق المقذوفات ماهى إلا خطوات رادعة، إلا أن التوعد باللجوء إلى الخيار النووي دائما ما يطرح على الطاولة.. فهل تتحرك الولايات المتحدة بعد أن هددت المقذوفات أرضها؟