ليس للمشاعر مناصب أو مكانة اجتماعية أو محددات.. فالملكة أم والأميرة ابنتها مهما بدت الأعراف والتقاليد سياجا يصعب اختراقه أما البروتوكولات الملكية فيمكن تنحيتها جانبا بشكل مؤقت أمام المشاعر الإنسانية.. فماذا فعلت الملكية رانيا في حفل الحناء الخاص بالأميرة إيمان؟ وما السر الذي كشفته بين الحضور ؟
بدا القصر الملكي في المملكة الأردنية الهاشمية في حالة طوارئ شاملة ليس انتظارا لقدوم مسؤول كبير أو ضيف يحل كريما على الملك.. ولكن الحدث بالنسبة لسيدة القصر كان أهم من ذلك.
اعتاد منظمو البروتوكولات في المملكة الأردنية الهاشمية أن تكون القصور الملكية وسائر مقرات الحكم على أهبة الاستعداد مع رفع حالة الطوارئ للدرجة القصوى حال استقبال أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسلطنة أمراء ورؤساء وملوك وسلاطين الدول العربية وسائر دول العالم.. لكنهم وبتعليمات مباشرة من الملكة رانيا كانوا في مواجهة مع عامل الوقت لمضاعفة الجهود إلى أقصى درجات الاستعداد.
احتمالات الخطأ غير مقبولة
إنه الإشراف المباشر على المراسم الذي لا يقبل هفوة أو أدنى احتمالات الخطأ أو النسيان.. لأن سيدة القصر هي التي تتولى بنفسها متابعة وتنظيم وتنفيذ الفعاليات الأهم المرتبطة بزفاف الأميرة إيمان تلك المراسم التي بدأت في قصر الحسينية ومن المقرر زفاف الأميرة على «جميل الكساندر ترميوتس».. حيث باشرت الملكية متابعة التفاصيل كافة كبيرها وصغيرها وصدرت التعليمات بحتمية خروج فعاليات ليلة الحناء ومن بعدها الزفاف في أرقى ما يكون الاحتفال.. ولما لا؟ .. فالعروس هي قرة عين صاحب الجلالة وهي بالنسبة لوالدتها ملكة الأردن روحها وأنفاسها.
رسالة البلاط الملكي الأردني
ليلة الحناء رغم تجردها من السياسة إلا أنها تتضمن أيضا رسالة من البلاط الملكي الأردني الهاشمي بشأن مكانة المرأة حيث سبقت تلك الفعالية مشاركة الأردن الاحتفالات العالمية في اليوم العالمي للمرأة الذي طالما تدعمه الملكة رانيا في سياق التوجهات الرسمية المعمول بها في هذا الشأن.
صاحبات السمو الملكي من الأميرات وخطيبة الأمير الحسين بن عبد الله ولي عهد الأردن «رجوة آل سيف» كنَّ على قائمة المدعويين إلى الحفل الكبير، فضلا عن غيرهن من المدعوات إلى الحفل من سائر المحافظات الأردنية..
عفوية تتجاوز البروتوكول
وبعفوية كبيرة تبادل الحاضرات التهاني مع الملكة رانيا التي ثمنت صدق مشاعرهن وحرصهن على الحضور.. بينما ارتفعت أصوات السيدات المشاركات في الحفل يصدحن بالأغاني والأهازيج الأردنية الشعبية حيث مزج الحاضرات بين المعزوفات التراثية.
وحرصت الملكة رانيا على توجيه تحية إلى الحاضرين وقالت: إنها المرة الأولى أكون «أم العروس»، وهي أيضا المرة الأولى التي أعرف فيها كيف كانت مشاعر والدتي حينما كنت عروسا يوم زفافي.. وسط أجواء من البهجة التي سيطرت على الحفل.
وبث التلفزيون الرسمي الأردني لقطات من الحفل وتبادل التهانئ وعبارات الترحاب بين الملكة والحاضرات مع إبراز الأغاني العفوية التي أظهرت التراث الشعبي الأردني.