الناجون من إعصار دانيال يروون تفاصيل ساعات الرعب

ليلة كانت بالنسبة لهم أطول من ألف ليلة، استيقظوا من نومهم على أصوات مفزعة، غمرت المياه منازلهم، ليجدوا أنفسهم مغمورين بالمياه حتى السقف، وعليهم التشبث بالأثاث فمنهم من استطاع أن ينجو قبل أن يسقط المبنى، ومنهم من لم يستطع السباحة داخل المباني التي غمرتها المياه، إنها الليلة الأكثر رعبا التي عاشها أهل درنة، ومن نجا منهم اعتبر نجاته بمعجزة من السماء شهود عيان يحكون تفاصيل الليلة الأكثر رعبا في تاريخ ليبيا.

شاهد عيان

كانت اللحظات التي عاشها الليبيون لحظات صعبة للغاية، فاللحظة التي انهار فيها أحد السدود أصدر صوتا مدويا قويا
فتدفقت المياه سريعا ووصلت للطوابق العليا من المباني، وشعر السكان بالخوف الشديد، فكانوا يفرون من أسطحها أو يتعلقون بالأثاث.

وظلوا هكذا لساعات في غرف غمرتها المياه ووصلت إلى السقف تقريبا، في مشهد يشبه الأفلام التي نراها أو أشبه بمشاهد يوم القيامة.

وكانت تلك المأساة الكبرى عند مدخل مدينة درنة في شرق ليبيا وهي أكثر المدن تأثرا بالعاصفة دانيال، حيث أدت العاصفة التي تحولت إلى إعصار في بعض المناطق إلى ارتفاع مستوى مياه أحد الأنهار وأدى ذلك إلى انهيار سدين.ونتج عنه اجتياح مياه الفيضانات أرجاء المدينة.

وفقد العديد من السكان أو حوصروا في بيوتهم الممتلئة بالمياه ووقف مجموعة من الناجين يبحثون عن مأوى بعد أن تدمرت منازلهم تماما .

مشهد مؤلم

كل ذلك حدث فجرا وكان بعض السكان لا يزالون نائمون عندما استيقظوا على تلك الفاجعة ، وهرعوا إلى الشوارع بملابس النوم.
ويحكي رجاء ساسي وهو مواطن ليبي نجا من الفيضان مع زوجته وابنته الصغيرة أن المياه وصلت إلى طابق العلوي من المنزل وبقية أفراد أسرته لقوا حتفهم.
ويحكي عما رآه بعينه فيقول “في البداية اعتقدنا أنها مجرد أمطار غزيرة ولكن في منتصف الليل سمعنا صوت صرير هائل، وكان ذلك السد يتصدع لتبدأ المأساة بعدها، ووصفت زوجته التي تشبثت بابنتها الصغيرة خلال هروبهما، أن نجاتهم كانت أشبه بمعجزة حقيقة.

نجت بمعجزة

أما تلك المرأة صفية مصطفى وهي أم لولدين، فقد تمكنت من الفرار من منزلها قبل انهيار المبنى.حيث أنها صعدت مع أولادها إلى السطح وهربوا من خلال أسطح المباني المجاورة، وكانوا يدعون الله أن يتمكنوا من النجاة بحياتهم.

أما قصة تلك المرأة فهي تبكي الحجر فصالحة أبو بكر، وهي محامية نجت مع شقيقتيها من تلك العاصفة المفجعة لكن والدتهن لم تكتب لها النجاة، حيث فاجأتهم المياه و سرعان ما غمرت المبنى ووصلت إلى الطابق الثالث في لحظات واندفعت المياه إلى شقتهم حتى بلغت السقف.

و لمدة ثلاث ساعات تشبثت خلالها بقطعة أثاث حتى تظل على قيد الحياة ورغم أنها تستطيع السباحة لم تتمكن من فعل شئ لإنقاذ أسرتها وبعد أن انحسرت مياه الفيضان وتمكنت مع شقيقتيها من مغادرة المبنى وذلك قبل وقت قصير جدا من انهياره لكن والدتهن كانت بداخله ولم تكتب لها النجاة

 

Exit mobile version