النيجر على صفيح ساخن، وفرنسا مهددة بالظلام والشتاء قادم ، ملايين الفرنسين ربما يعيشون الشتاء الأصعب في حياتهم توترات كبيرة بين النيجر والغرب وخاصة فرنسا بعد تهديدات بالتدخل العسكري ورد النيجر بقطع إمداداتها من اليورانيوم، تصاعد غير مسبوق في العلاقات بين النيجر وفرنسا، جعل باريس في مأزق، خشية من خسارة وجودها في إفريقيا كليا بعد أن تلقت ضربة موجعة إثر طردها من مالي وبوركينا فاسو، والآن تواجه خلافا كبير ورفضا من النيجر.
تصاعد العلاقات وتوترها بشكل غير مسبوق قد يضع الدولتين، في مواجهة عسكرية، حيث تحاول فرنسا الحفاظ على اقتصادها المرتبط بنسبة كبيرة بيورانيوم النيجر في حين أن الدولة الافريقية ملت من فقرها لصالح الديك الفرنسي . فما القصة وما بداية الأزمة وكيف ستنتهي؟
في ضربة قوية لباريس وربما للغرب كله علقت النيجر صادراتها من اليورانيوم إلي باريس والتي تعتبر المادة الرئيسية لإنتاج الكهرباء للفرنسيين من خلال المفاعلات النووية.
فعلى مدار سنوات طويلة، استغلت فرنسا ثروات الدول الإفريقية في تشغيل مفاعلاتها النووية للاستخدامات السلمية والعسكرية، ونجحت من خلالها مؤخرًا في تجاوز أزمة توقف استيراد الغاز الروسي بعد العقوبات الغربية على روسيا وتعطل خطوط نورد ستريم 1 و2، مما ساعد باريس وبعض من دول أوروبا على تجاوز أزمة استيراد الغاز اللازم من أجل الشتاء الماضي.
ومع إعلان النيجر قرار إيقاف تصدير اليورانيوم، والتي سبقتها فيه بوركينا فاسو، أصبحت باريس في مأزق حقيقي، حيث أن مفاعلاتها النووية لن تجد الوقود اللازم، من أجل العمل وتوفير الطاقة للشعب الفرنسي.
ومن خلال الأرقام التالية يتضح كيف أصبحت فرنسا في مأزق كبير وخاصة في حال دخول فصل الشتاء، فواحد من كل ثلاثة مصابيح في فرنسا يعمل بيورانيوم النيجر وكما أنه يغطى نحو 35% من احتياجات فرنسا من اليورانيوم.
لذلك تحاول فرنسا وعدد من الدول الغربية والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، الضغط على المجلس العسكري في النيجر من أجل العدول عن قرارته وإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى منصبه مرة أخرى، وامتد الأمر إلى تحفيز دول غرب إفريقيا لفرض عقوبات على النيجر من أجل إعادة الرئيس بازوم الموالي لفرنسا.
حيث أمهلت دول غرب إفريقيا، المجلس العسكري في النيجر 7 أيام، من أجل التدخل عسكريا، لإعادة الأمور لنصابها، ثم فرضت حظرًا جويا على أجوائها، وقطعت نيجيريا عنها الكهرباء والتي تمثل نحو 70% من إمدادات النيجر من أجل زيادة الضغط المجلس العسكري.
ولم تجد كل تلك الخطوات آذانا صاغية من المجلس العسكري في النيجر، وهو ما وجد تنديدًا من الغرب وأوروبا التي ستتضرر بشكل كبير من قرار النيجر، بل لوحت باستخدام القوة العسكرية من الطرفين حال تفاقم الأزمة.
قرارات صادمة وموجعة للاقتصاد الفرنسي مخاوف كبيرة حول مستقبل الكهرباء في فرنسا ورعب كبير من شتاء مظلم بارد ، تستبدل النيجر وربما دول الساحل جميعها فرنسا بتعاون واسع مع روسيا التي وجدت لديها نية صادقة في إقامة علاقات قائمة على المنفعة الثنائية .. هل تحل روسيا محل فرنسا والغرب لدى أفريقيا ؟ وهل ستصمت باريس على قرارات المجلس العسكري في النيجر التي تهدد شعبها، أم تحمل الأيام القادمة مزيد من المفاجآت والتصعيدات؟