النيران تلتهم قرية كاملة في السودان فهل بدأ غليان الأرض؟

يبدو أن الظواهر الغريبة والمخيفة، التي تخبئها لنا الأرض ليس لها نهاية، فبعد الزلازل والتصدعات والبراكين، وانحسار المياه والعواصف والأعاصير، التي ضربت أجزاء مختلفة من العالم، ها هي ظاهرة جديدة تثير الذعر في السودان.

مفاجأة في جوف الأرض

إنها ليلة عصيبة، مرت على الشعب السوداني، فبينما هم نائمون، كانت الأرض تستعد لمعركة شرسة، فهناك صوت غليان مكتوم، وأصوات طقطقة غريبة، شعر بها السودانيون، لكن من أين تأتي ؟
وكانت المفاجأة .. إنها تأتي من تحت الأرض ! أيعقل ذلك ؟ شموا رائحة غريبة ! ليفاجئوا بالمشهد المرعبالأرض تغلي في السودان، وتنشق وتطلق نيرانا عمودية، خرجت والتهمت قرية كاملة، ولا أحد يعرف من أين تأتي النيران، وكيف انطلقت من جوف الأرض ! ولكن المؤكد أن غليان الأرض يخرج عن صمته !ويستعد لمعركة كبرى !

استيقظوا على الفاجعة

فوجيء سكان إحدى القرى، بمنطقة دارفور غربي السودان بنيران تخرج من باطن الأرض، وتأخذ شكلا عموديا، قبل أن تلتهم ما حولها منها مئات المنازل، وتثير هلعا كبيرا، في أوساط سكان القرية والقرى المجاورة والبالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة.

احترقت البيوت

و قضت النيران على 75 منزلا، في قرية عيال أمين، القريبة من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.وأرسل أبناء المنطقة نداءات استغاثة، مطالبين السلطات السودانية، بالإسراع لمحاصرة الظاهرة، التي وصفوها بالمحيرة.

من أين تأتي النيران ؟

ووفقا لأحد أبناء المنطقة، فإن النيران تخرج من باطن الأرض، وتأخذ شكلا عموديا قبل أن تلتهم ما حولها.

وأشار شهود عيان، إلى أن النيران أدت إلى خسائر فادحة، في ممتلكات السكان.وأثارت حالة من الهلع والخوف.

حدث من قبل

وفي فبراير الماضي، شهدت منطقة “مِليسة” بدارفور أيضا  ظاهرة مشابهة أسفرت عن حرق عدد من المنازل.

وقال مستشار العناية بالبيئة في المنطقة التي شهدت الظاهرة، إن من المبكر الجزم، بأسباب هذه النيران
لكنه أوضح لأحد المواقع الإلكترونية، أن هذه الظواهر تنتج في الغالب، إما عن وجود غاز ميثان كثيف تحت الأرض، أو نفايات عضوية تتفاعل وتشتعل بفعل السخونة الشديدة.

وأشار إلى ضرورة الإسراع، بإرسال فريق مختص لدراسة التربة، بعد أخذ عينات تفحص معمليا، لمعرفة الأسباب الحقيقية
التي تقف وراء اشتعال تلك النيران.
وقد تكون النيران مرتبطة بعوامل جيولوجية، كسخونة الصخور أونوعية التربة، أو نتيجة للانبعاث الحراري، لغازي الفسفور والميثان أو بسبب المخلفات البيئية.

كوارث سابقة !

وفي أغسطس الماضي، تعرضت دارفور لفيضانات كارثية، أسفرت عن مقتل العشرات، وارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات في السودان، منذ بدء موسم الأمطار في البلاد إلى 89 شخصا.

فيما واصلت الأمطار الغزيرة إغراق قرى في أنحاء البلاد. و عدد المنازل التي دمرت بشكل كامبلغ نحو 20 ألف منزل
في جميع أنحاء البلاد.

بينما تضرر أكثر من 30 ألف منزل بشكل جزئي وأعلنت السلطات حالة الطوارئ، في ست ولايات من أصل 18 ولاية بالبلاد

والخوف الأكبر،الذي يعيشه أهل السودان، من استمرار خروج النيران، من باطن الأرض، والتهام القرى، فلا احد يعرف
كيف سيشعر بالأمان، وكيف سينام وهو لا يعرف إن كان سيستيقظ حيا أم وسط جحيم من اللهب .فلا أحد يعرف ما الذي يحدث أسفل هذه الأرض؟

Exit mobile version