يطارده في أحلامه وفي حياته وفي فترة حكمه خلال العامين الماضيين، تصريحاته دائما قوية تجبره على الدفاع عن نفسه وتضع إدارته في موقع الحرج فهو بمثابة الكابوس المزعج للديمقراطيين.. إنه ترامب المزعج دائما للرئيس الأمريكي جو بايدن وإداراته، ولكن مع التغيرات السياسة وانتخابات التجديد لمجلس الشيوخ الأمريكى قد يعود الكابوس لينتقم فماذا حدث؟
بمبدأه الشهير أمريكا اولا، قاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الحملات الدعائية لمرشحين الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي والتي يُعاد فيها انتخاب أعضاء مجلس النواب جميعاً البالغ عددهم 435عضواً، مُقابل ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، أي 35 مقعداً من أصل 100، ولا يحتاج الجمهوريون إلا إلى الفوز ب 6 مقاعد إضافية في مجلس النواب، وبمقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ، ليحظوا بالأغلبية الحزبية داخل الكونجرس، وبالتالى يخسر حزب الرئيس الأمريكى أغلبيته.
ويبدو أن الأمر يسير في هذا الاتجاه، حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي تسبق إجراء الانتخابات الثلاثاء المقبل أن ثقة الأمريكيين بالحزب الجمهوري تفوق ثقتهم بالحزب الديمقراطي، كما يثقون بالجمهوريين لموقفهم تجاه سبل حل القضايا الحساسة كتردّي الاقتصاد.
وتظهر نتائج الاستطلاع، أن الحزب الديمقراطي الحاكم يواجه أزمة كبيرة من خلال هذه التقييمات التي تشير إلى تذمر المواطنين من كيفية معالجة الديمقراطيين لهذه الأزمة.
ولهذه الانتخابات أهمية كبرى للحزبين إذ ستصب نتائجها مباشرة في مسار الانتخابات الرئاسية 2024، في ظل احتمال ترشح ترامب للرئاسة وتراجع شعبية الرئيس الحالي جو بايدن، لأنها ستحدد الحزب المسيطر، والذي ستمرر من خلاله القرارات والتشريعات بالعامين المقبلين.
ظهر قلق بايدن من احتمالات فوز الجمهوريين كما تشير استطلاعات الرأي، وطالب الناخبين بالوقوف إلى جانب الديمقراطيين
وتشير الاستطلاعات إلى امتلاك الجمهوريين “فرصة جيدة جدا” للفوز بغالبية مقاعد مجلس النواب، أما مصير مجلس الشيوخ فلا يزال غير مؤكد.
ودفعت فرص الجمهوريين الكبيرة، الديمقراطيين للاعتماد على وجوههم البارزة، كالرئيس الأسبق باراك أوباما والمرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون لمخاطبة الناخبين، لاسيما أنه في حال استحوذ الجمهوريون على الأغلبية سيفقد الرئيس الأمريكي مراكز قوته في مجلسي النواب والشيوخ ليسهل الطريق لعودة كابوسه المزعج دونالد ترامب والذي دعم اعضاء الحزب الجهوري خلال حملاتهم الانتخابية واطلق بدوره وعودا لحملته ومؤيديه، وتعهد أيضًا بالعودة إلى البيت الأبيض، وقال في هتافات : “سوف نستعيد بيتنا الأبيض الرائع”.
وكعادته، استهدف ترامب سياسات الرئيس الحالي جو بايدن، ووصف الإجراءات التي تقوم بها إدارته أنها كارثية لاسيما في ملف الحدود مع المكسيك والهجرة غير الشرعية وتقديم الدعم للشرطة.
ومنذ خسارته، قال ترامب في أوقات مختلفة إنه يتوقع الفوز في عام 2024 إذا خاض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويترقب العالم نقلات كبيرة في أزمات دولية ساخنة، مثل الوقائع في أوكرانيا وقضايا الشرق الأوسط، حال تحققت توقعات استطلاعات الرأي بفوز الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وما سيتبعها من تداعيات في حال عودة الحزب لسدة الرئاسة عام 2024.
كما ستنعكس نتائج هذه الانتخابات، على داخل الولايات المتحدة، بمساعي الجمهوريين لـ”الانتقام” من الحزب الديمقراطي الذي لاحقهم بالتحقيقات الفيدرالية منذ رحيل الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب، عن الحكم.
ومن جانبه أكد عامر السبايلة، الخبير الاستراتيجي والزميل غير المقيم في معهد ستيمسون للأبحاث لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإنه “لا شك أن العامين القادمين في حكم بايدن سيكونان مختلفين تماما”.
وبيّن السبايلة أن إدارة بايدن “تعلم جيدا أن رصيدها في الشارع الأميركي متراجع للغاية، ولذلك ستعمل على تمديد الأزمات الدولية دون حلول، لأن سيد البيت الأبيض يعلم أنه مغادر لا محالة”.
تأتي الانتخابات الأمريكية بين الفيل والحمار ( فالحمار رمز الحزب الديموقراطي، بينما يرمز الفيل إلى الحزب الجمهوري) في توقيت دقيق يمر به العالم، كانت الولايات المتحدة الأمريكية عامل مؤثر في أغلب أزماته سواء في اوكرانبا او شبه الجزيرة الكورية او الشرق الأوسط، فهل تكون عودة ترامب إلى سدة الحكم مرة أخرى الحل للعديد من الأزمات؟