مازال زلزال تركيا وسوريا يلقي بظلاله القاتمة علي دول البحر المتوسط الذي شاهدت عدة ظواهر غريبة من انحسار المياه ونقوق الدلافين والحيتان وثوران براكين كانت خامدة ..مما جعل عدد من العلماء يتوقعوا حدوث موجات تسونامي تهدد المدن الساحلية ، وكان أخر هذه المشاهد ما وثقه طيار سعودي من مشهد مخيف وغريب للبحر المتوسط فماذا يخبأ لنا البحر ؟
فقد وثق الطيار السعودي الكاتبن فريد البشر مشهدا محيرا فوق البحر الأبيض المتوسط، بعد اسبوعين من وقوع زلزال تركيا وسوريا والذي تبعه الاف الهزات الارتدادية التي وقعت في دول البحر المتوسط ومنها مصر ولبنان وليبيا ودول بحرب العرب ايران والعراق؟
وقال الطيار السعودي في الفيديو “الوضع مو طبيعي كأنها أنهار.. ومياه تغلي في شيء سيحدث” الله يستر”.
وحذر الطيار السعودي سكان الساحل قائلا: “إن ما يجري قد يكون تسونامي في مرحلة مخاض التشكل”.
وذلك في الوقت الذي يتم فيه رصد مشاهد لتراجع كبير في منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط بشواطيء العديد من المدن الساحلية بدول عربية واوربية.
وحول خطورة حدوث تسونامي بالبحر المتوسط اكد بيتر شيبالين، مدير معهد نظرية التنبؤ بالزلازل والجيوفيزياء الرياضية بأكاديمية العلوم الروسية، أن خطر حدوث تسونامي بعد زلزال هاتاي ضئيل، ولكن قد يسببه سقوط صخرة كبيرة في البحر.
واضاف شيبالين: “لن يسبب زلزال بهذه القوة تسونامي كبيرا جدا، والشيء الوحيد الذي يمكن ان يسببه هو انهيار أجسام كبيرة كالصخور الكبيرة سبق أن تخلخلت سابقا بفعل الزلازل وتحرك الصفائح الارضية، لأن سقوط مثل هذه الكتل الكبيرة في البحر يمكن أن يسبب تسونامي.
كما كشفت دراسة جديدة أن احتمالات حدوث زلازل في حوض البحر المتوسط تؤدي إلى أمواج تسونامي أكبر مما توقعه العلماء في السابق.
وبحسب بيان صحفي نشره معهد علوم البحار في برشلونة (Institut de Ciències del Mar) فإن الورقة العلمية الجديدة -التي نشرت مؤخرا في دورية “نيتشر كوميونيكيشنز” (Nature Communications)- تصمنت توصيف تفصيلي لنظام الصدوع النشطة الممتدة لأكثر من 300 كيلومتر، وأظهرت النتائج أن أنظمة الصدوع في المنطقة تمتص معظم التشوه الناجم عن تصادم الصفائح الأوروبية-الآسيوية والأفريقية
واكدت الدراسة أن البحر الأبيض المتوسط من المناطق النشطة جيولوجيا نتيجة اصطدام الصفيحة الأفريقية بالجزء الغربي من الصفيحة الأوروبية-الآسيوية.
وأدى هذا التصادم المستمر منذ حوالي 65 مليون عام إلى تشكل جبال الألب وتقلص البحر المتوسط، في وقت تواصل فيه الصفيحة الأفريقية التحرك شمالا ، مما يتسبب في حدوث أنشطة زلزالية وبركانية متواترة.
وأضافت الدراسة تاريخيا شهد البحر المتوسط العديد من أحداث التسونامي العنيفة نتج أغلبها عن زلازل قوية وانزلاقات أرضية حدثت في أنظمة الصدوع على طول الحدود بين الصفيحتين الأفريقية والأوروبية-الآسيوية.
كان اخرها وقوع تسونامي عام 2003، عندما ضرب زلزال قوي منطقة بومرداس على الساحل الجزائري أدى إلى نشوء موجات تسونامي وصل ارتفاعها حوالي المترين، وتسببت بأضرار على شواطئ جزر البليار الإسبانية التي تبعد قرابة 300 كيلومتر شمال مركز الزلزال.
ويتوقع العلماء من تفافم المخاطر عند حدوث تسونامي الايام المقبلة بسبب حقيقة أن البحر الأبيض المتوسط صغير نسبيا ومغلق، مما يعني أن أي تسونامي يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الحوض الذي يعيش على سواحله ما يزيد عن 130 مليون نسمة. كما أن أوقات التحذير الضرورية لتقليل الخسائر البشرية ستكون قصيرة أيضا.
في النهاية ماذا ياتري يخبأ البحر المتوسط في اعماقة؟