مقدمة لسلسلة من الانهيارات العالمية تصيب بنوك القارة العجوز ودعاوى إفلاس، قد تؤدى إلى عودة شبح الأزمة المالية العالمية مرة أخرى والتى امتدت من 2007-2009 أو الركود الكبير الذي كان أسوأ تراجع اقتصادي منذ الكساد الكبير خلال ثلاثينيات القرن العشرين وبداية عقد الأربعينيات وأصاب العالم كله، فماذا يحدث فى قطاع البنوك؟
ارتفعت أصداء المخاوف بشأن الصحة المالية لأسهم المصرف السويسري الاستثماري الكبير “كريدي سويس” في الأسواق، والذي يعد من أكبر المقرضين في العالم مع انهيار سندات الدين لدى البنك وكذلك ارتفاع شهادات التأمين ضد الإفلاس على سندات دين البنك التي تبلغ 158 مليار فرنك سويسري أى ما يوازى “160 مليار دولار”، مما أدى إلى تغذية المخاوف بشأن انهيار على غرار انهيار بنك ليمان براذرز في عام 2008، والذي قد يؤدي إلى أزمة أوسع نطاقا.
ووضع البنك السويسرى، خطة للتخلص من مشكلاته، من المقرر أن يعلن في الـ 27 من أكتوبر الحالي خطة بيع أصول لتسوية أوضاع البنك المالية وقدرته على الوفاء بتعهداته تجاه سندات الدين.
كما طلب الرئيس التنفيذي للبنك من المستثمرين منحه أقل من 100 يوم لتقديم استراتيجية تحول جديدة، وتسبب عمليات البيع الهائل لسندات الدين باليورو الخاصة بـ “كريدي سويس”، لأن تهوى أسعارها في السوق.
ويسعى أكبر البنوك السويسرية لإعادة الهيكلة، محاولاً إقناع المستثمرين فيه بقدرته على تجاوز أزمة الديون، فأدى ذلك إلى ذعر في السوق ما رفع النسبة على شهادات التخلف الائتماني “CDS”، أي شهادات التأمين على الاستثمار في سندات دين البنك في حال تخلفه عن السداد أو إفلاسه بنسبة 2.5 في المئة، بعد أن كانت عند نسبة 0.5 في المئة مطلع هذا العام.
وتعكس أزمة بنك “كريدي سويس” حالاً من التوتر تسود الأسواق منذ فترة مع تشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية في الاقتصادات الرئيسة حول احتمال انفجار فقاعة الديون المتراكمة التي بلغت مستويات قياسية.
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتراجعة حول العالم، وتباطؤ النمو الاقتصادي حتى احتمال الركود العالمي، يخشى من أنه حتى بيع الأصول لن يكون كافياً لوفاء المدينين بالتزاماتهم تجاه المقرضين وحملة سندات الدين حول العالم.
وبدأ أزمة “كريدي سويس”، تعيد إلى الأذهان أزمة بنك “ليمان براذرز” الذي انهار عام 2008 تحت وطأة البيع الهائل لسندات الدين وشهادات الاستثمار الخاصة بالبنك ومعظمها ضمانات لقروض الرهن العقاري الأمريكي والذى على رغم محاولات الإنقاذ الحكومية وقتها انهار البنك العملاق، وكان انهياره مقدماً لسلسلة انهيارات أدت إلى الأزمة المالية العالمية.
لكن بصرف النظر عما إذا كان “كريدي سويس” يشبه حال “ليمان براذرز” من عدمه، فهناك قلق متزايد من أن البنوك المركزية ربما تدفع بسياساتها النقدية الحالية نحو انفجار أزمة ديون عالمية.