أصوات إنذار عالية صرخات بالنزول إلى الملاجئ، حالة من التوتر والخوف، مشاهد متتالية استيقظ عليها آلاف اليابانيين اليوم الثلاثاء.. كابوس مرعب استيقظوا عليه لم يدركوا بعد هل هى أحلام أم واقع، لم يدركوا بعد ماذا يحدث إلا أنه كان عليهم أن يحملوا أطفالهم بسرعة إلى الملاجئ ثم طرح التساؤلات، والتى إجابتها ليست إلا تجربة كورية شمالية أخرى تسببت فى توتر شديد للآلاف.. فماذا حدث؟
أطلقت السلطات اليابانية، صباح الثلاثاء، صافرات الإنذار داعية سكان منطقتين في شمال شرقي الأرخبيل اليابانى إلى الاحتماء بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً حلق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، في أحدث حلقة بسلسلة التجارب التي تجريها بيونج يانج مع تصاعد التوترات في المنطقة.
وأكدت التقارير اليابانية، أن هذا أول صاروخ كوري شمالي يتبع مثل هذا المسار منذ عام 2017، مؤكدة أن مساره تجاوز 4600 كيلومتر ربما يكون أطول مسافة تقطع في اختبارات كوريا الشمالية، التي غالباً ما تكون على ارتفاع كبير لتجنب التحليق فوق الدول المجاورة.
وكانت كوريا الشمالية اختبرت صاروخين باليستيين منذ أيام، فيما تحظر قرارات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية اختبار أي نوع من تلك الصواريخ.
ومن جانبها، أشارت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إلى أن هذا أول إطلاق كوري شمالي لصاروخ متوسط المدى منذ أكثر من 8 أشهر، وأُطلق من مقاطعة جاجانغ الكورية الشمالية قرب الحدود مع الصين، وكان أقصى ارتفاع له 970 كيلومتراً، وفقاً للتقديرات الأولية.
وقال خفر السواحل اليابانية، إن الصاروخ الكوري الشمالي سقط على مايبدو في المحيط الهادئ، ودعوا السفن إلى عدم الاقتراب من الأجسام التي تسقط من الجو.
ولم تعلق كوريا الشمالية على التجربة التى سببت حالة من التوتر لدى كوريا الجنوبية واليابان، فيما وصف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الأمر بأنه استفزاز متهور، متعهدًا بالرد الحازم على تجربة كوريا الشمالية.
وعلق ئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، على التجربة قائلًا : بأنه عمل «سافر»، في حين أكد كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو أنه استفزاز للمنطقة والمجتمع الدولي.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية، أن التجربة الصاروخية الكورية الشمالية لم تتسبب بأي إصابات بشرية أو أضرار مادية.
وتسببت التجربة الصاروخية الكورية الشمالية، بتفعيل نظام الإنذار المبكر “جي – أليرت” في اليابان، إذ ظهر على شاشات التلفزيون الوطني “أن أتش كي” تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للاحتماء داخل مبان أو تحت الأرض، كما فعلت اليابان نظام الإنذار المبكر من الصواريخ في الساعة 07:29 صباحا بالتوقيت المحلى.
من جانبها، تعهدت واشنطن بعد التشاور مع اليابان وكوريا الجنوبية- برد قوي على التجربة، وأعاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان تأكيد الالتزام الراسخ لبلاده بالدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.
وبحسب بيان للبيت الأبيض، قالت آدريين واتسون، المتحدّثة باسم مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إنّ الأخير أجرى محادثتين منفصلتين مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي لبلورة ردّ دولي مناسب وقويّ.
وأكد البيت الأبيض مواصلة الولايات المتحدة جهودها للحد من قدرة كوريا الشمالية على تطوير برامج الصواريخ البالستية بما في ذلك مع الحلفاء وشركاء الأمم المتحدة.
كما ندّدت القيادة العسكرية الأمريكية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بإطلاق الصاروخ، مؤكّدة التزام واشنطن الراسخ الدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.
ولم تكد تمر ساعات على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا حلّق فوق اليابان وسقط في المحيط الهادئ، إلا وأعلنت كل من سول وواشنطن تنفيذ مقاتلات جوية تدريبات على القصف الدقيق للأهداف.
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي إجراء مقاتلات تابعة له وأخرى أميركية لتدريبات ردا على التجربة الكورية الشمالية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في سول “بمشاركة أربع طائرات من طراز F-15Ks تابعة للقوات الجوية الكورية الجنوبية و4 مقاتلات من طراز F-16 تابعة للقوات الجوية الأميركية، أطلقت طائرات الـF-15K التابعة لكوريا الجنوبية على هدف افتراضي في ميدان الرماية في جيكدو في البحر الأصفر”.
وأضافت أن التدريبات تهدف إلى إظهار “قدرات (الحلفاء) على توجيه ضربة دقيقة إلى مصدر الاستفزازات”.
ويعتبر محللون أن سلسلة تجارب الصواريخ التي تجريها كوريا الشمالية تساعد في جعل المزيد من أسلحتها جاهزة للعمل، وفي تطوير قدرات جديدة، وتبعث برسالة مفادها أن التطوير حق سيادي.
اخيرا يرى المراقبون، أن الزيادة الأخيرة في اختبارات بيونج يانج هي رد فعل على المناورات البحرية التي تقوم بها القوات الكورية الجنوبية والأمريكية، حيث تتهم كوريا الشمالية الولايات المتحدة، بانتظام، بالتحضير لهجوم من خلال مناوراتها العسكرية مع كوريا الجنوبية، وهو ما ينفيه البلدان.