عاش الشعب الأمريكي ليلة مفعمة بالسياسة على ضوء المنافسة الشرسة بين الحزبين «الديمقراطي والجمهوري»، وظل التساؤل القائم، لمن الغلبة في انتخابات التجديد النصفى للكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب.
يواجه الحزبان الديمقراطي والجمهوري على السواء تحديات هي الأخطر في تاريخهما مع احتدام المنافسة على مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تقام في توقيت بالغ الحساسية بعد مضي أشهر على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي ظهر فيها دور الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن المنتمي إلى الحزب الديمقراطي بشأن الدعم المقدم إلى أوكرانيا في مواجهة روسيا.
سياسيا لا يأبه الناخب في الولايات المتحدة بآلية الإدارة الأمريكية في إدارة الملفات الخارجية اللهم إلا تعلق الأمر بتأثير على مستوى معيشته، ومعروف أن الأمريكيين في مواجهة شرسة مع تبعات التضخم الذي أثر على حياة المواطن الأمريكي ودفعه إلى التخلي عن العديد من السلع والخدمات الترفيهية والإعلامية. وهو ما وضع الحزب الديمقراطي على المحك بتوجهه اليساري.
لم تخل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس من سجال سياسي وصل إلى حد قيام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (الجمهوري) بسب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في خطاب أمام أنصاره بل كرر ترامب اتهاماته التقليدية إلى الديمقراطيين واعتبرهم سبب تراجع الولايات المتحدة.
تراجع شعبية الرئيس بايدن على ضوء التضخم المتصاعد في البلاد، ربما صب في مصحلة الجمهوريين الذين تقدموا رويدا بالحصول على عدد أكبر من المقاعد في مجلس النواب وإن كان الجمهوريون يرون تقدمهم دون مستوى الطموحات، على الرغم من أن ذلك التقدم يضمن لهم كبح جماح طموحات الديمقراطيين فيما يتعلق بتقديم الدعم إلى أوكرانيا وقضايا المناخ.
وعلى الرغم من تقدم الحزب الجمهوري في انتخابات مجلس النواب إلا أن الأمر بدا مغايرا في مجلس الشيوخ الذي سارت مخاوف لدى الجمهوريين من وقوعه في قبضة الديمقراطيين وفق مؤشرات التصويت والنتائج الأولية لمسار انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، بينما أظهرت مؤشرات متطابقة في وقت لاحق في عدد كبير من الولايات الأمريكية أن الحزبين متقاربين في انتخابات مجلس الشيوخ.
السجال السياسي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة أثناء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس ضم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي علق على مسار التصويت قائلا: إن الحزب الجمهوري توقع موجة حمراء لم تحدث في تلك الانتخابات. وذلك في أشارة منه إلى اللون الأحمر الذي يعد دلالة رمزية للحزب الجمهوري.
وبرغم خطاب بات أقرب إلى العاطفة منه إلى الأرقام والإحصائيات والذي حاول فيه بايدن احتواء الانتقادات الموجه إلى حزبه في ذروة المنافسة الحامية بين الحزبين، إلا أن الحزب الديمقراطي لم يسلم من التصويت العقابي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والتي ذهبت إلى مرشحي الحزب الجمهوري نكاية في الرئيس الأمريكي.
وتعني سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ والنواب، إمكانية التأثير على العديد من القرارات الهامة، والتي يتصدرها خفض المبالغ المخصصة للضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، والسعي لتخفيض حجم النفقات المقدمة إلى أوكرانيا.
وتبقى مصائب الديمقراطيين عند ترامب فوائد، خصوصا وأن الرئيس الأمريكي السابق طالما روج لفشل سلفه بايدن وحزبه، محملا إياهم مسؤولية الأوضاع الاقتصادية الراهنة في البلاد، وواعدا أنصاره بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.