مازال النظام الأمريكى يتلقى الصفعات التى تهدد اقتصاده، بعد قرار أوبك + بخفض الإنتاج ما يضع واشنطن وحلفاؤها فى مأزق كبير، لاسيما مع أزمة الطاقة التى يعانى منها العالم، ليحمل الرئيس الأمريكى السعودية المسئولية، فماذا حدث؟
حمل الرئيس الأمريكي جو بايدن، السعودية وروسيا مسؤولية ارتفاع أسعار البنزين فى بلاده، بعد قرار “أوبك +” خفض إنتاج النفط بمعدل مليوني برميل يوميا.
وصرح بايدن: “كنت قادرا على خفض أسعار البنزين بأكثر من 1.60 دولار، لكن بدأت أسعاره ترتفع تدريجيا بسبب ما فعله الروس والسعوديون، لكني لم أنته من ذلك بعد”.
ولفت الرئيس الأمريكى، إلى أنه يبحث عن بدائل في أعقاب قرار “أوبك +” خفض إنتاج النفط العالمي بنحو مليوني برميل يوميا، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره بنسبة 10 بالمئة.
وفى أول خطوة للتعامل مع الأزمة وخفض الأسعار، قرر بايدن السماح بالإفراج عن حوالي 10 ملايين برميل من الاحتياطيات الاستراتيجية للولايات المتحدة، لاسيما أن خطوة أوبك + جاءت فى وقت بالغ الخطورة على إدارته لاسيما مع التجديد النصفى لمجلسي النواب والشيوخ والذى قد يفقد حزبه الديمقراطى الأغلبية.
وأكدت تقارير صحفية، أن بايدن سيلجأ إلى أحد الكروت المحروقة، لدى الإدارة الأمريكية، من أجل تعويض خفض الإنتاج من أوبك +بتخفيض العقوبات المفروضة على فنزويلا للسماح لشركة شيفرون كورب باستئناف ضخ النفط هناك.
وتهدف هذه الخطوة إلى إعادة فتح الأسواق الأمريكية والأوروبية أمام صادرات النفط من فنزويلا، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة الأمريكية.
فيما ينفى المسؤولون السعوديون تصريحات بايدن، مؤكدين أن المملكة يجب أن تضع مصالحها الاقتصادية الخاصة قبل الاعتبارات السياسية الأمريكية المحلية.
وقال وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود في مقابلة مع التلفزيون السعودي : “نحن معنيون أولا وقبل كل شيء بمصالح السعودية”، مضيفا أن الحكومة لديها “مصلحة في أن تكون جزءً من نمو الاقتصاد العالمي”.
وأضاف الأمير عبد العزيز، أن المنظمة بحاجة إلى أن تكون استباقية مع تحرك البنوك المركزية في الغرب لمعالجة التضخم مع ارتفاع أسعار الفائدة، وهي خطوة يمكن أن تزيد من احتمالات حدوث ركود عالمي مما قد يقلل بدوره من الطلب على النفط ويدفع سعره للانخفاض.
وأكد محللون أن السعودية تتطلع إلى تجنب تكرار ما حدث في عام 2008 عندما أدى انهيار السوق إلى دفع الاقتصاد العالمي إلى الركود وانخفضت أسعار النفط فجأة مما يتطلب إجراء طارئا من جانب أوبك”.
أجبرت أزمة الطاقة الدولة الأوروبية وأمريكا على اتخاذ قرارات وتنازلات من أجل توفير إمدادات الطاقة فى ظل شتاء قد يكون الأقسى من حيث توافر إمدادات الغاز والنفط، مما يهدد كل مناحى الحياة، فكانت التنازلات هى الحل.