عبارة “ضبوا الشناتي” التي لم تنفك ملازمة للسوريين لما يزيد على عقد كامل، كأنها قدر يحكمهم لمواصلة البحث عن الاستقرار والأمان.
محطات قاسية نقلها مصطفى حبش، لاجئ سوري وثق يوميات رحلته إلى أوروبا التي استغرقت نحو أسبوع، ذاق فيها الجوع والعطش ومصاعب أخرى ، مصاعب من الصعب تخيل أن يتحملها انسان وذلك في سبيل طلب الحياة ما الذي حدث مع مصطفى وأصدقاءه .
تشهد الحدود التركية مع كل من اليونان وبلغاريا، منذ عام تقريباً، زيادة في طالبي اللجوء، من جنسيات متعددة أبرزهم السوريون، في موجة كبيرة تشبه ما حدث 2015 إلا أن سياسة “الباب المفتوح” الأوروبية أغلقت.
وعلى الرغم من ذلك، تخطط العديد من العائلات السورية، اللاجئة في تركيا، لخوض غمار رحلة لجوء أخرى ممتلئة بالمشاق إلى أوروبا.
أما مصطفى فمثله مثل الكثير من السوريين ، ترك بلاده مضطرا بحثا عن فرصة أفضل في الحياة، ولكن ما يميز قصة مصطفى أنه وثق رحلته الغريبة إلى أوروبا والمليئة بالمخاطر، والذي خاض غمارها مع أصدقاءه ومعهم عشرات الفارين من تركيا، فيوثق في الفيديو كيف ترك حبال البوايد وجينا بعد أن جاءوا من اسطنبول في تركيا لمحاولة الوصول إلى أوربا.
ومشوا في طرق طويلة وسط الجبال وتحملوا الجوع المرير وكل ذلك في سبيل الوصول إلى مكان حسب كلامه يحفظ لهم كرامتهم ويستطيعون أن يبدأوا فيه حياة جديدة.
ويحكي مصطفى عن واحد من الشباب معهم في الرحلة ، حيث طرد من ريف دولة هانغاريا ،بعد ما أوقفته السلطات وارجعته إلى صربيا. وقال انه أثناء الإمساك به تعامل معه إحداهم بالضرب ولا يعرف السبب الذي جعلهم يضربونه،
وشاب اخر حكى عن معاناته مع الطريق وكيف أنه تعرض للضرب والجوع والعطش والملاحقة، وقال مصطفي ان طريق الجبال يوجد فيه بعض الأنهار أما الطرق الزراعية فيها ينابيع كثيرة غير صالحة للشرب مما عرضهم العطش الشديد، وليس لديك خيار أما أن تموت من العطش او تشرب ماء به فضلات.
وبسبب المعاملة السيئة في تركيا ، لجأ الكثير من السوريين إلى ترك تركيا واللجوء إلى أوروبا، وتعتبر موجة اللجوء هذه الأيام إلى أوروبا هي الموجة الثالثة ، بعد أن سبقتها موجتين بين عامي 2015 , 2016 وأخرى في عام 2020، وذلك عندما قدمت الحكومة التركية تسهيلات لمن يريد العبور من السوريين.
وفي آخر احصائيات وصلت إعداد للاجئين إلى 18ألف في تركيا، 15 ألف في لبنان، 10 آلاف في الأردن، هذا هو عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا والفارين من بلادهم، تاركين وطنهم وأهلهم الذين يزداد وضعهم سوءا.
وكانت تركيا من أولى الدول التي استقبلت السوريين ، وبلغ عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا حتى الآن نحو 18 ألف شخص، وتقدم أنقرة الملجأ والغذاء والخدمات الصحية والأمنية والتعليمية والدينية لهؤلاء اللاجئين الذين يستقرون حالياً في مخيمات بمحافظتي هاتاي وغازي عنتاب على الحدود. ليظل التيه والحيرة وعدم الاستقرار والأمان يطارد الكثير من الاجئين ويداعبهم الامل في العودة يوما ما إلى حضن الوطن.