فار البركان ليس من قلب البحر إنما من قلب الجليد، في مشهد لم يراه الناس سوى في الأفلام السينمائية، الحمم البركانية تتطاير من داخل الجليد لخارجه، وتحول الليل نهارًا، وكأن الأرض تلقي كل ما داخلها وتعلن أن النهاية قد حانت… بركان يخرج من تحت الجحيم فما قصته؟
رغم أن الجليد يغطي فوهته وجوانبه، إلا أن هذا لم يخفف من شدة فورانه، حيث فار بركان “إتنا” في جزيرة صقلية الإيطالية، الذي يعد البركان الأكثر نشاطا في القارة العجوز.
حمم بركانية كثيفة ظهرت على ارتفاع 3357 متر، بسبب فوران بركان إتنا الإيطالي ليعرض جزيرة صقلية إلى أسوأ نازلة قد تراها في العصر الحديث، ويعد “إتنا” أطول بركان في القارة الأوروبية ويتمتع بحالة نشاط مستمرة منذ عام 2013، كما يزداد ارتفاعه باستمرار نتيجة تكدس المواد البركانية على جوانب فوهاته الأربع، بحسب ما ذكر المعهد الإيطالي لعلم البراكين في أغسطس الماضي.
وفوران بركان “إتنا” يعنى غرق جزيرة صقلية تحت الحمم البركانية، وتهجير ملايين السكان، هربا من مصير يحمل نهايتهم.
ومع كل نبأ عن فوران البركان أو تجديد لنشاطه يتبادر للأذهان تاريخ الأرض مع الفورانات البركانية، والتي تسببت في كثير من الأحيان في انقراض عدد من الكائنات الحية، كما تؤمن البعض بأن بركانا ضخما سيقوم ويقضي على الحياة في نهاية الزمان وأن الفوران البركاني من علامات الساعة الكبرى.
وتشتهر أوروبا بأقوى البراكين على مر التاريخ، وقال خبراء إن فوران بركان ضخم ربما ساهم في انتشار وباء أسفر عن فقد نحو 50 مليون فرد حياتهم في جميع أنحاء أوروبا خلال العصور الوسطى.
وتسبب فوران البركان عام 536 ميلادي في إطلاق الكثير من الرماد والصخور، ما أدى إلى حجب أشعة الشمس فوق القارة تقريبا، لتكون الظروف ملائمة لانتشار الأوبئة على نطاق واسع.
ومنذ فترة طويلة، أدرك العلماء أن البركان في إيسلندا كان مسؤولا، عما وصفه العلماء بأسوأ عام في التاريخ، ففي عام 536 ميلادي، ألقت آلاف الأطنان من الرماد والغبار البركاني، بظلالها على أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا
وأطلق فوران بركاني هائل، ملايين الأطنان من الدخان في الغلاف الجوي في القرن السادس، حيث حُجبت الشمس ليلا ونهارا مدة 18 شهرا، ما تسبب في تساقط الثلوج في الصين وتدهور المحاصيل القارية، والجفاف الشديد والمجاعة والوباء في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي، ليصبح عام 536 هو أسوأ عام بالتلريخ مر على البشرية.
تحدث البراكين على سطح الأرض عندما تثور المواد من الباطن، نظراً لأنّها أكثر دفئاً من محيطها على السطح، حيثُ تكون درجة الحرارة في أعماق باطن الأرض حارّة جداً مُسببًّة ذوبان الصخور وانصهارها على نحو بطيء حتى تصبح مادة سميكة متحركة تُدعى الصهارة، ولأنّها أخفّ من الصخور التي تحيط بها فإنها ترتفع لتتجمّع في أماكن يُطلق عليها حُجر صهارية، إلى أن تخرج مندفعةً من فتحات التهوية أو الشقوق نحو سطح الأرض، ويُطلق على هذه الصهارة المندفعة الحمم البركانية.