«شيخ عرب وقلب أسد».. ألقاب جديدة حصل عليها عم صلاح الموجي، هذا البطل المغوار الذي كاد أن يضحي بحياته من أجل إلقاء القبض على الإرهابي الذي روع أهالي الشارع الغربي بحلوان، ومن قبلهم رواد كنيسة مارمينا.
فرغم بلوغه 53 عامًا إلا أنه استطاع أ يثبت أن الشباب شباب الروح وليس العمر، فأثبت هذا الشخص ببسالته أن مصر لاتزال بخير، وأراد الجميع بعد ما قام به التعرف على هوية هذا الرجل الشجاع والذي لم يتردد ولو للحظة للتضحية بحياته في سبيل إنهاء خطر هذا الإرهابي.
فعم صلاح الموجي دخل الجيش عام 1985 بعد إنهائه دبلوم المصانع الحربية وقضي به عامين، وقضي مدة خدمته في العريش إبان الهدنة بين مصر وإسرائيل، وكانت مهمته الأساسية مع زملائه هي تطهير الأرض من الألغام الموجودة بها، منذ أيام الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكانت مهمة خطرة حتى أن بعض زملائه قد انفجرت فيهم بعض الألغام.
وبعد انتهاء فترة تجنيده في الجيش عام 1987، التحق عم صلاح بالخدمة في المصانع الحربية، ولكن ثمة مشكلة حدثت في العمل تسببت في فصله عام 1997، ولكنه تمكن من تجديد رخصته وعمل منذ ذلك الحين وحتى الآن سائقًا في إحدى المدارس الخاصة، وبالرغم من أنه طوال هذه الفترة التي تمتد إلى 30 عاما منذ انتهاء فترة تجنيده وحتى اليوم لم يمسك سلاحًا، إلا أنه لم يتردد لحظة أن يحرم الإرهابي من سلاحه، وأن يتعامل مع الموقف بشجاعة مقاتل وخبرة جندى تحت شعار يرفعه دائمًا ” اللى يخاف ما يعملش.. والعمر واحد والرب واحد”.
وعلى الرغم من أن تلك الحادثة هي من أبرزت شخصية إلا أن عم صلاح الشجاعه والبسالة تكونت معه منذ نعومة أظافره، فنجد أنن محمد الموجي شقيق عم صلاح والبالغ من العمر 4 عامًا أكد هذا الأمر رغم قوله بأن شهادته في أخيه مجروحة إلا أنه هو من ساعده هو وأخوته الـ 7 في الزواج.
وقال محمد الموجى: “أخويا أصلا اسمه يونس مصطفى الموجى أبو جبة، كان متسمى على اسم عمه بس شهرته صلاح الموجى”، كان محمد في منطقة الحادث ولكنه لم ير ما فعله شقيقه في حينها بل سمع صداه بأذنيه، بعدما خرج إلى الشارع إثر القبض على الإرهابي ورآه فيما بعد من خلال الفيديوهات المنتشرة، ” اللى أخويا عمله ده من فضل ربنا عليه.. إنه جرى بالشكل ده وهو عنده 53 سنة وانقض بالمنظر ده على الراجل اللى بيقتل في الناس.. أنا حاسس بقمة الفخر ويكفينا تكريمه بأن الناس كلها شايفاه بطل لأنه فعلا كده”.
وأضاف :”عم صلاح عضو في لجنة المصالحات بحلوان، يسعى دائمًا لحل المشكلات وفض المنازعات بين أهالي منطقته “لو في أي ثأر بين عائلتين في حلوان دايمًا أخويا بيبقي موجود والحمد لله بيبقي من أسباب حقن الدماء بين العائلات”.
وفي سياق متصل، قال السعيد أبو جبة، ابن شقيق صلاح الموجى، الذي وصف عمه بأنه “شيخ عرب” في منطقته، وكان دائمًا وجهة المظلومين للحصول على حقوقهم، وخير راد للمظالم وأفضل من يفصل في المشكلات.
ولم يختلف رأى مصطفى ابن شقيق عم صلاح عن الآراء السابقة، فكلماته لم تخل من المدح في عمه الذي وصفه بأنه يملك “قلب أسد”، وقال” طبعا هو مش جديد عليه ولا علينا كعائلته طول عمرنا عارفين إنه ما بيخافش فعلا من حد، وعلى طول مع الحقـ وبيعمل قعدات صلح بين العائلات في حلوان، وناس كتير جدا عارفة عنه كده ومعروف في المنطقة اللى هي المساكن أو الشارع الغربى تحديدا أنه على طول جدع مع الناس كلها وهو زى كبير المنطقة”.