يبدو أنا باطن الأرض يخفى أكثر مما يظهر فبين ليلة وضحاها تحولت تركيا إلى ركام، وأصبح الآلاف في الشوارع دون حائط يحميهم من البرد نتيجة لوقوع الدولة التركية فى حزام للزلازل، يهدد بقاء أي حجر فوق حجر ويهدد الزرع والبشر، ولكن الأخطر أن يمتد الأثر إلى خارج تركيا وينتقل إلى دول الجوار، لاسيما مع وجود فوالق أرضية وبراكين خامدة.. هل تفور براكين السعودية؟
تجثم السعودية فوق ألفي بركان خامدة منذ آلاف السنين، لكنها ليست منتهية وشكلت عبر تاريخها الطويل 13 حرة بركانية رئيسية ناتجة عن تدفقات بركانية عظيمة وقديمة، وتستحوذ منطقة المدينة المنورة على النسبة الأكبر من هذه الحرات والفوهات البركانية ذات الصخور السوداء.
وتعتبر “حرة هرمة” تقع في الجنوب الغربي لمحافظة الحناكية، وتعتبر أوسع فوهة بركانية في الجزيرة العربية، لافتًا إلأى أن فوهة بركان “حرة هرمة” تجمع بين الدهشة والجمال، فقطرها 7000 آلاف متر وعمقها 50 ألف متر”، وهي الوحيدة بالعالم المأهولة بالسكان، وفيها قرية أثرية وكذلك عين تسمى الجراح، وتحتوي على تضاريس عجيبة من خلال جبال رملية ونارية”.
وتضم المملكة العربية السعودية العديد من البراكين الخامدة، و على الرغم من توقعات بعض الباحثين حول نشاط هذه البراكين إلا أن المملكة تشهد استقرار و أمنًا بعيدًا عن انفجارات البراكين منذ حوالي 700 سنة .
وتكونت البراكين في المملكة على مرحلتين من النشاط البركاني ، المرحلة الأولى بدأت منذ نحو 30 مليون سنة ، و جاءت متلازمة لانفتاح البحر الأحمر وتدفق الحمم البازلتية، أما المرحلة الثانية من النشاط البركاني بدأت منذ عشرة مليون سنة و حتى حدوث آخر بركان تاريخي جنوب المدينة عام 1256م .
ويعد أحدث بركان ظهر في أرض الحجاز “بركان جبل الملساء” الواقع جنوب شرق المدينة وذلك عام 1256م، واستمر ثورانه لعدة أيام وسارت الحمم البركانية لمسافة 23 كم، وتوقف أطول لسان للحمم البركانية قبل الوصول لمسجد الرسول الكريم بنحو 8.2 كم، وسمي ما أحدثه البركان آنذاك بـ “بحرة رهاط”.
“الحَرَّة” هي ظاهرة جغرافية يكتسي فيها سطح الأرض بالصخور النارية والطفح البركاني، كما يؤدي قرب الحمم من سطح الأرض إلى سخونتها، وقد يصاحبها وجود فوهات بركانية ظاهرة.
وتعد “حرّة رِهاط”، هي أكبر حقل حمم في السعودية، وتقع تحديدًا بين المدينة المنورة شمالا، ووادي فاطمة بالقرب من مكة المكرمة جنوبا لتغطي مساحة تقدر بحوالي 20000 كيلومتر مربع.
وحرة رهط واحدة من بين 12 حقلا بركانيا ينتشر في المملكة العربية السعودية، وتحوي حرة رهط وحدها سبعمائة مخروط بركاني.
وشهد عام 2009، اهتزاز حرة الشاقة 207 هزة أرضية، كادت أن تؤدي إلى بدء بركان جديد في المملكة العربية السعودية ولكن القدر كان رحيما.
ولكن مع الزلزال التركي، عادل التساؤل مرة أخرى بشأن فوران البراكين في السعودية، لاسيما أن تحرك صفائح القشرة الأرضية، وخاصة الصفيحة العربية 3 أمتار إلى الشمال ما قد يؤثر على البراكين الخامدة.
ويحذر المراقبون من ضرورة متابعة الفوهات البركانية في السعودية، لاسيما انها خامدة وليست منتهية، ويمكن مع تحرك الصفائح الأرضية أن يحدث أي شئ.
كشف رئيس المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين، كارلو دوجليوني، أن الزلازل التي ضربت تركيا تسببت في تحرك البلاد 3 أمتار نحو الغرب، لافتًا إلى أن الزلازل حدثت عند نقطة التقاء صفائح شرق الأناضول مع الصفيحة العربية والإفريقية.
وأوضح أستاذ المناخ بجامعة القصيم عبدالله المسند، أن البراكين في السعودية خامدة وليست منتهية، لافتاً إلى أن آخر البراكين في تاريخ جزيرة العرب كان جنوب شرق المدينة المنورة بشمال “حرة رهط” عام 1265م.
ويعد بركان القدر الأسود أحدث بركان في المملكة العربية والسعودية، ويبلغ ارتفاعه 2025 وهو يشبه جبل فوجي باليابان.