خبر تحليق منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة جعل الكثيرين يتساءلون عن سبب رغبة بكين في استخدام أداة غير متطورة نسبياً للتجسس على أراضي الولايات المتحدة، وكندا تدخل على الخط.. ماذا تفعل الصين في سماء الولايات المتحدة؟
تمكن الجيش الأمريكي من رصد منطاد تجسس صيني محتمل من منطقة شمالي الولايات المتحدة، خلال الأيام الأخيرة، مما تسبب في جدل كبير، ومخاوف كبيرة، ما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى مطالبة الجيش بوضع خيارات للرد والتحرك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الجنرال بات رايدر، إن سلطات الولايات المتحدة رصدت وتتابع عن كثب منطاد تجسس، على علو كبير.
وأوضح المتحدث الأمريكي أن المنطاد الصيني كان يسير بسرعة منخفضة على علو كبير فوق حركة الطيران التجاري، وبالتالي، فهو لم يشكل أي خطورة على المستوى العسكري، أو من ناحية تهديد الناس على الأرض، لافتًا إلى أن الرئيس طلب من وزير الدفاع لويد أوستن، أن يعد خيارات للتدخل.
ومن بين الخيارات التي كانت مطروحة على طاولة الجيش الأمريكي، إرسال طائرات عسكرية من أجل إسقاطه بينما كان في أجواء مونتانا.
وأضاف رايدر: «ندرس خيارات التعامل مع المنطاد الصيني»، قائلا: «لا نستطيع حاليا إسقاط المنطاد نظرا لكبر حجمة والأضرار التي سيتسبب بها».
وأعدت الولايات المتحدة طائرة عسكرية شبح من طراز “إف 22” لأجل التدخل، وهي الأداة الأساسية للجيش الأمريكي في العمليات العسكرية “جو – جو”.
وتم رصد المنطاد وهو يحلق فوق ولاية مونتانا قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين للصين.
ومن المتوقع أن يلتقي بلينكن بالرئيس الصيني شي جينبينغ في أول لقاء له مع الزعيم الصيني القوي منذ توليه قيادة الدبلوماسية الأمريكية.
فيما لا تزال معضلة “بالون التجسس” مستمرة، أعربت بكين، عن “أسفها” لانتهاك منطاد صيني غير مأهول، المجال الجوي الأمريكي، مؤكدة أن الجسم الطائر هو أداة مدنية للبحث العلمي، ودخوله المجال الجوي للولايات المتحدة تم “عن غير قصد”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن “المنطاد من الصين، إنه منطاد مدني يُستخدم لأغراض البحث، وبالدرجة الأولى لأبحاث الأرصاد الجوية”، مضيفة أن “الجانب الصيني يأسف لدخول المنطاد عن غير قصد المجال الجوي الأمريكي بسبب قوة قاهرة”.
كما أردفت أن المنطاد خرج عن مساره المحدد بسبب تيار هوائي، موضحة أنه “بسبب تيار الرياح الغربية وفي ظل قدرته المحدودة على التوجيه الذاتي، انحرف المنطاد بعيداً عن المسار المحدد له”.
وفي آخر التطورات، أعلن البيت الأبيض، أنه يتابع عن كثب منطاد التجسس الصيني وكل الخيارات متاحة، متابعًا : “صعبنا من المهمة على الصين لجمع أي معلومات من خلال منطادها”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الكندية، في بيان مقتضب أنها تراقب منطاد تجسس صينيا مشبوها، وأشارت إلى أن الأجهزة المعنية رصدته على ارتفاعات عالية، وهي تقوم حالياً بتتبع تحركاته بشكل فعال.
وتعتبر المناطيد من أقدم وسائل الرقابة والتجسس وقد استخدمها الجيش الياباني سابقا فى استهداف الولايات المتحدة خلال المواجهة العالمية الثانية، كما تم استخدامها على نطاق واسع من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.