«سالمة يا سلامة… رحنا وجينا بالسلامة»، أغنية بمجرد سماعها يأتي في ذهنك صورة مصر من نيل وأهرامات وغيرها من المعالم المصرية الجميلة، فهي أغنية مصرية مشهورة لحنها سيد درويش عام 1919، وذلك من أجل رواية «قولوله»، وقدمتها فرقة نجيب الريحاني، وألف كلماتها بديع خيري.
وبعد ذلك بأكثر من نصف قرن، أعادت النجمة الكبيرة داليدا غنائها وأصدرتها مرة أخرى عام 1977م باللهجة المصرية، ثم باللغة الفرنسية، وحققت شهرة واسعة في العالم العربي وأوروبا أكثر من الأغنية الأصلية، فقام العديد من المطربين العرب والأوروبيون بغنائها مرة أخرى بتوزيعات مختلفة.
ولكن هل تعلم حقيقة هذه الأغنية، فوفقًا لعدد من النقاد ومؤرخي الفن قد لا يعلم البعض أن عبارة «سالمة يا سلامة، رحنا وجينا بالسلامة» التي تحوّلت فيما بعد إلى أغنية شعبية شهيرة، كانت في الأصل أغنية قصيرة تغنيها فتيات الدعارة عقب خروجهن بشكل جماعي من الكشف الطبي حاصلات على رخصة استمرار مزاولة المهنة!
وذكر أحد النقاد أن فتيات الدعارة كن يقفن على العربة التي تنقلهن إلى منازلهن وأماكن عملهن، ويبدأن الغناء: «سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة»!
والتقط سيد درويش هذا اللحن وحوّله إلى أغنية طويلة، بعدما استكمل كتابتها بديع خيري، وأصبحت واحدة من أشهر الأغاني المصرية طوال السنوات الـ 100 الأخيرة. وكانت المطربة الإيطالية داليدا المولودة في مصر كانت أشهر من يغني هذه الأغنية على الإطلاق، إذ صدرت نسخة بصوتها عام 1979 مع تغيير في الكلمات واللحن.
ألغيت الدعارة المُقنّنة قبل أكثر من 70 عاماً، لكن عبارة «سالمة يا سلامة، رحنا وجينا بالسلامة» استمرت، وأصبحت أغنية السفر الأشهر لدى المصريين، فعند العودة من أي رحلة نردّدها بشكل جماعي!