بعد 180 عام..جبل طارق ضمن قائمة المدن البريطانية بعد الكثير من الجدل

“أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي أبدًا”، تنطبق تلك المقولة على إقليم جبل طارق والذي أدرج ولأول مرة بعد أكثر من 180 عام ضمن قائمة المدن البريطانية ، لُينقطع بذلك نهائيًا طموح إسبانيا بضم المنطقة إليها بعد ما يقرب من 300 عام، فما قصة الجبل والصراع الدائر هناك، هذا سنرويه لكم في تقريرنا التالي:

أعلنت صحيفة الجارديان البريطانية ، أن الإقليم البريطاني الواقع في جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية، أدرج مؤخرًا على القائمة الحكومية البريطانية للمدن، بعد 180 عامًا من حصوله على صفة مدينة.
وهي الخطوة التي وصفها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بأنها تقدير كبير للتاريخ الثري والتطور الديناميكي لجبل طارق.
وقد تقدم جبل طارق المكون من 39 مركزًا سكنياً، هذا العام، بطلب لدخول القائمة البريطانية الرسمية للمدن في إطار الاحتفالات باليوبيل البلاتيني لتولي إليزابيث الثانية العرش. لكن لسوء الحظ لم تفلح مساعي سكان جبل طارق.
حيث في عام 1824، كانت الملكة فيكتوريا قد منحت الجبل وضع مدينة، إلا أنها حذفته من القائمة الرسمية للمعدن المعترف بها.
وينص القانون البريطاني، على أن يرتبط الحصول على صفة مدينة بوجود كاتدرائية أو جامعة أو عدد كبير من السكان.
إلا أنه لا توجد قواعد واضحة لمنح هذه الصفة التي عادة يقوم ملك البلاد بمنحها بتوصية من الوزراء.
وعلى الرغم من حصول منطقة جبل طارق على لقب مدينة بريطانية، إلا أن ذلك لن يُمحي الخلاف الدائر بين البريطانيين والأسبان حول تلك المنطقة.
وبالعودة لتاريخ الخلاف سنجد أنه في العام 1704 ، استولت القوات الإنجليزية والهولندية على قلعة جبل طارق الواقعة في أراضي مملكة كاستيا الإسبانية .
وفي العام 1713، وفي إطار الاتفاقيات الموقعة في مدينة أوترشي الهولندية تنازل ملك إسبانيا على مضض عن القلعة للإنجليز.
ومنذ ذلك الحين، ما انفك الإسبان يحاولون استرجاع الجبل وقلعته. فحاول الملك فيليب الخامس في العام 1727 ، مهاجمة جبل طارق وفشل.
وحاصر الإسبان الجبل لمدة أربعة أعوام، خلال حكم الملك كارولوس الثالث، وبقي الجبل تحت سيطرة الإنجليز.
وعلى مر الأيام ، توسع الإنجليز على البقع الجغرافية الخاضعة لهم التي باتت اليوم تبلغ مساحتها نحو 7 كيلو مترا مربعة.
وعملوا بالطبع على تغير نسيجها السكاني.
عندها بدأ التحكم البريطاني في الممر الوحيد بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ومدخل بريطانيا لمستعمراتها في آسيا، وشرق أفريقيا عبر قناة السويس.
اليوم يتمتع جبل طارق بحكم ذاتي في أغلب شؤونه، ويعتبر موقعًا عسكريًا مهمًا لبريطانيا وحلف شمال الأطلسي. ونظرًا لأهميته الاستراتيجية فهو مازال محل جدل، تجدد مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
حكومتا بريطانيا وجبل طارق تتمسكان بالسيادة البريطانية عليه. لكن إسبانيا مدعومة من أطراف أوروبية، تُصر على أن تكون طرفًا فيما يتعلق بمصير جبل طارق. فلمن ستكون الكلمة في جبل طارق؟

Exit mobile version