ما بين رد مشروع واستفزاز خطير، مازالت الأجواء مشتعلة فى شبة الجزيرة الكورية.. مناورات وإطلاق صواريخ وحاملة طائرات وتجارب نووية، فهل يكتب بحر اليابان نهاية العالم كما نعرفه؟
واصلت كوريا الشمالية سابع اختبار «باليستي» لها خلال أسبوعين، مما أثار غضب جيرانها، وزاد القلق على نطاق واسع في واشنطن وحليفتيها طوكيو وسيول بتلك التجارب وسط توقعات باستئناف بيونج يانج تجاربها النووية.
وقال مسؤولون في العاصمة الكورية الجنوبية، إن تصاعد وتيرة عمليات إطلاق الصواريخ من قبل كوريا الشمالية قد يشير إلى أنها أقرب من أي وقت مضى لاستئناف التجارب النووية لأول مرة منذ عام 2017، إذ تم رصد استعدادات تجرى في موقع الاختبار منذ أشهر.
ومن جانبه، أكد وزير الدولة الياباني للدفاع، أن الصاروخين وصلا إلى ارتفاع 100 كيلومتر وقطعا مسافة 350 كيلومتراً، لافتًا إلى أن أن الصاروخين وقعا خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
وأوضح الوزير اليابانى، أن السلطات ما زالت تعمل على تحديد نوع الصاروخين، بما يشمل احتمالية أنهما صاروخان باليستيان أطلقا من غواصة أو اثنتين.
فيما أكد الجيش الأمريكي، إنه يتشاور عن كثب مع الحلفاء والشركاء في أعقاب عملية الإطلاق التي قال إنها تسلط الضوء على برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية وتأثيرها على الاستقرار فى المنطقة.
ومع ذلك، قالت الولايات المتحدة إن تقديراتها خلصت إلى أن عمليات الإطلاق الأخيرة لا تشكل تهديداً للعسكريين الأمريكيين أو حلفاء الولايات المتحدة.
وشددت القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، على أن التزامات الولايات المتحدة بالدفاع عن جمهورية كوريا واليابان تظل وطيدة.
وعلقت السلطات الكورية الجنوبية، مؤكدة أن إطلاق الصاروخين من منطقة مونشون على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية يمثل استفزازًا خطيرًا يضر بالسلام.
“لن تتسامح مع انتهاكات كوريا الشمالية المتكررة”.. هكذا جاءت تصريحات وزير الدولة اليابانى، مؤكدًا أن التجربة هى سابع عملية إطلاق من نوعها منذ 25 سبتمبر.
واتفق المبعوثين النوويين للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، بأن إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية يمثل خطورة على السلام والأمن في المنطقة والمجتمع الدولي، كما يمثل خطراً على الطيران المدني.
ودافعت كوريا الشمالية عن تجاربها الصاروخية، مؤكدة أنها عبارة عن إجراءات للدفاع عن النفس ضد التهديدات العسكرية الأميركية المباشرة، وإنها لا تضر بسلامة الدول والمناطق المجاورة.
وقالت وسائل إعلام في كوريا الشمالية إن المشاركة الأخيرة لحاملة الطائرات الأمريكية رونالد ريجان هي “نوع من الخداع العسكري” ضد “رد الفعل المشروع” لبيونج يانج لحماية نفسها من التهديدات الأمريكية.
وتحذّر كوريا الجنوبية وأمريكا، منذ أشهر من أن بيونج يانج ستجري تجربة نووية جديدة على الأرجح بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في 16 أكتوبر.
ترى كوريا الشمالية أن تجاربها الصاروخية “رد مشروع” على “تهديدات عسكرية أميركية مباشرة”، في حين اعتبرتها واشنطن وطوكيو وسول “تهديداً خطيراً للأمن والسلم، ولكن هذه التهديدات النووية لا تمثل خطورة فقط على شبه القارة الكورية، لاسيما أنها قد تؤدى إلى حرب نووية تقضى على الأخضر واليابس وتنهى الحياة البشرية.