نحن نريد إصلاح ابني ولا تهدم وإياك من المشوشين، آخر وصية من الأمير نواف الأحمد الصباح، لولي عهده الأمير مشعل قبل الرحيل، ويبدو أن الأمير مشعل عمل الوصية على الفور، بعد دقائق قليلة من حلفه اليمين أميرًا للكويت.. فماذا فعل خلال جلسة البرلمان؟
طبق أمير الكويت الجديد الأمير مشعل الأحمد الصباح، وصية سابقه شقيقه الأمير نواف، مباشرة بعد حلفه اليمين، أمام جلسة خاصة للبرلمان الكويتي، فانتقد أمير الكويت الجديد بقوة أداء الحكومة ومجلس الأمة (البرلمان) خلال الفترة الأخيرة، قائلًا إنه “إضرار بمصالح البلاد والعباد”.
وطالب أمير الكويت بضرورة مراجعة واقع الكويت الحالي أمنيا واقتصاديا ومعيشيا.كما انتقد الشيخ مشعل، قرار السلطات تعيين أشخاص في مناصب “لا تتفق مع أبسط قواعد العدالة والإنصاف”.
وكان الأمير مشعل، أوقف قبل نحو أسبوعين عندما كان حينها وليا للعهد، قرارات التعيين والترقية والنقل والندب والإعارة في جميع أجهزة الدولة لثلاثة أشهر قابلة للتجديد، “لتحقيق المصلحة العامة”.
كما أعرب الشيخ مشعل اليوم عن حزنه بسبب سكوت أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية عما وصفه “بالعبث المبرمج” في هذه الملفات.
وشدد مشعل، أن إسباغ صفة الشرعية علي هذه القرارات يوحي “وكأن الأمر أصبح بهذا السكوت يمثل صفقة تبادل المصالح والمنافع بين السلطتين على حساب مصالح الوطن والمواطنين”.
وطالب أمير الكويت أعضاء السلطة التنفيذية والتشريعية بضرورة مراجعة مواقفهم قائلا: “علينا اليوم ونحن نمر بمرحلة تاريخية دقيقة ضرورة مراجعة واقعنا الحالي من كافة جوانبه، خصوصا الجوانب الأمنية والاقتصادية والمعيشية”.
وحذر أمير الكويت من العبث بمصالح المواطنين، مشددًا على أهمية المتابعة والمراقبة المسؤولة والمساءلة الموضوعية والمحاسبة الجادة في إطار الدستور والقانون عن الإهمال والتقصير والعبث بمصالح الوطن والمواطنين”.
كما رسم أمير الكويت سياسة بلاده الخارجية خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الكويت ستحافظ على التزاماتها الخليجية والإقليمية والدولية.
ويبدو أن تصريحات أمير الكويت قد وجدت صداها سريعا لدى الحكومة، حيث قدمت الحكومة الكويتية استقالتها لأمير البلاد الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح بعد وقت قصير من أدائه اليمين أمام مجلس الأمة.
ومع استقالة الحكومة، فإن الكويت أمام مهمة ثقيلة لتشكيل حكومة جديدة، تحظى بالتوافق مع البرلمان لمصلحة الشعب الكويتي، حيث يرث الشيخ مشعل دولة غير مستقرة سياسيا حيث شهدت تشكيل خمس حكومات خلال سنة واحدة وتنظيم ثلاث انتخابات برلمانية في ثلاث سنوات.
لتكون وصية الأمير نواف الأحمد: “نحن نريد إصلاح ابني ولا تهدم وإياك من المشوشين”، هي الطريق والدستور الذي يسير عليه الأمير مشعل منذ اللحظة الأولى لبداية حكمه، حيث أيقن أن الوقت قد حان للتوقف عن المهاترات السياسية بين الحكومة والبرلمان خلال السنوات الماضية، وأن الوقت لم يعد يتحمل مزيدًا من هذه المواقف حيث أن ذلك سيتسبب بلا شك ف ضرر كبير للشعب الكويتي على كل المستويات لاسيما المستوى الاقتصادي والأمني، فبدأ حكمه بيد من حديد ضد كل محسوبية أو فساد.