هل سيضطر الكويتيون إلى الذهاب إلى أعمالهم بسيارات برمائية، بعد أن تحولت طرق وشوارع البلاد إلى بحيرات قرر البط فيها أن يتسيد الموقف في تحد صارخ لتهديدات الحكومة التي توعدت أي مسؤول يتراجع عن أداء مهامه بحساب سريع؟ وهل يمكن للبلد النفطي الغني أن تتحداه المياه؟
كانت البداية تحذيرات رسمية صادرة من جهات الأرصاد الجوية الكويتية بشأن حالة الطقس في البلاد التي كانت على موعد مع هطول أمطار غزيرة خلفت ورائها كميات كبيرة من المياه التي أصبحت أقرب إلى البحيرات منها إلى تجمعات المياه.
فوجئ المواطنون الكويتيون يوم هطول الأمطار أنهم عاجزين عن قيادة سيارتهم بالشوارع التي علقت في مياه الأمطار بأعداد مثلت تحديا كبيرا للجهات العاملة في مجال الإنقاذ؛ وسط موجة غضب كبيرة واندهاش جراء الإنفاق الحكومي على البنية التحتية والطرق التي لم تعد تصميماتها مواتية لكميات المياه المتدفقة على مدار يومين.
الكويتيون وجدوا ضالتهم في مواقع التواصل الاجتماعي التي اتخذوها متنفسا للتعبير عن التحدي الذي مثلته تجمعات مياه الأمطار في بلادهم معبرين عن تأثرهم بالأمطار تارة بالمنشورات واخرى بصور ساخرة وواقعية التقطوها من شوارع البلاد حيث رصدوا طيور البط تسبح فيها كما لو كانت بحيرات عميقة.
وتحت عنوان «بحيرات المياه في شوارع الجهراء» نشرت الصحف الكويتية تقارير إخبارية توثق تأثر شوارع المدن بالأمطار الغزيرة، فيما غرقت السيارات داخل شوارع البلاد. الجهات المسؤولة تلقت عشرات البلاغات بشأن تداعيات الأمطار. وما بين مواطنين عالقين وسيارات غارقة ومنازل متأثرة تعددت البلاغات والسبب واحد «مياه الأمطار الغزيرة».
كان لدى فرق الانقاذ والأجهزة المعنية تعليمات مباشرة بضرورة التحرك السريع لإنقاذ العالقين في مختلف المدن والمحافظات الكويتية المتأثرة بمياه الأمطار المتدفقة وظلت المواقع المنخفضة هي التحدي الأكبر أمام كميات وتجمعات الأمطار فيما باشرت الجهات إجراءات سحب المياه والتركيز على بؤر الخطر، فضلا عن التفاعل السريع مع البلاغات الواردة حيث أنقذت الفرق المعنية ما يزيد على مائتي وأحد عشر شخصا حتى بث ذلك التقرير.
لم تكن المناطق المنخفضة وحدها هي التحدي الصعب أمام فرق الانقاذ وسحب المياه، حيث شكلت الأنفاق أيضا تحديا كبيرا أمام المنقذين بعد احتجاز عدد كبير من المركبات داخلها وكان عامل الوقت محورا أساسيا لضمان تفادي الأخطار التي تمثلها تجمعات الأمطار بالنسبة للعالقين.
الحكومة توعدت أي مسؤول يقصر في أداء مهامه حيال أزمة تجمعات مياه الأمطار وتلقى مسؤول قطاع هندسة الصيانة بوزارة الأشغال الكويتية درسا قاسيا من وزيرتهم أماني بو قماز. أثناء متابعتها الموقف من غرفة عمليات تم تشكيلها على نحو سريع لمتابعة الأزمة، وفوجئت الوزيرة بأن ثمة أضرار كان من الممكن تفاديها وتجنب المخاطر حال أعدت تقارير استباقية وافية عن المواقع المنخفضة في الطرق.
«ما سبب تكرار تجمعات مياه الأمطار بهذا المنظر في عدد من مناطق الكويت»، كان ذلك سؤال الوزير الكويتية إلى المسؤولين في وزارتها، لكنها قوبلت برد صامت منهم حيث تبين تقصيرهم الواضح أمامها.
الوزيرة هددت بأن أي مسؤول يثبت تقصيره في أداء المهام المنوطة به، أو تأخر في إعداد تقارير بشأن المناطق التي تتكرر فيها تجمعات الأمطار سنويا، لن يفلت من المحاسبة أيا كان موقعه.