مع فوز ائتلاف حزبه بالانتخابات البرلمانية في إيطاليا، تثير التسريبات المسجلة لرئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني قلق الغرب، صداقته مع القيصر الروسي والهدايا الغريبة المتبادلة بين الرجلين، وتصريحاته عن الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، تجعل وجوده في الحكومة القادمة محل شك.. فما هي قصة هذه التسريبات؟
حالة من الجدل سادت أوروبا بعد تسجيلات صوتية مسربة بثتها وكالة الأنباء الإيطالية لابريس، حيث أوضحت التسريبات حجم العلاقة التي تجمع بين القيصر الروسي ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني.
تسريبات سرعان ما حاول حزب إيطاليا للإمام الذي ينتمي إليه بيرلسكوني نفيها، حيث أكد المتحدث الرسمي أن التصريحات المنسوبة لعضو الحكومة الائتلافية القادم لم تتعدى إخبار البرلمانيين بقصة قديمة، لكن مكتب بيرلسكوني أعلن عكس ذلك وأكد صحة هذه المقاطع الصوتية التي نشرتها وكالة الأنباء.
بعد ما سادت التسجيلات جميع إيطاليا وبل وتخطت إلى أنحاء أوروبا، صرح بيرلسكوني في حوار صحفي مع جريدة “كورييري ديلا سيرا الإيطالية” أنه قد تم اقتطاع الحديث من سياقه، والرغبة فقط كانت في عمل سبق صحفي، لكن لا يهم إذا كانت المعلومات الواردة فيه صحيحة أم مضللة ومكذوبة.
لم ينكر سيلفيو بيرلسكوني علاقة الصداقة التي جمعته بالقيصر الروسي، والذي يرى أنها قد حققت نتائج مهمة توصل إليها مع حلفاء إيطاليا الغربيين، لكنه يؤكد أن ذلك كان في وقت سابق وأن الوضع قد تغير.
العلاقة بين القيصر الروسي وبيرلسكوني كانت علاقة طيبة، يتبادل الرجلين الهدايا كما أوضحت التسريبات صوت بيرلسكوني وهو يؤكد إرساله عدة زجاجات من النبيذ الإيطالي ورسالة لطيفة للقيصر.
حيث جاءت تلك الهدية ردًا على هدية من القيصر الروسي وهي عشرون زجاجة من الفودكا مع رسالة لطيفة في عيد ميلاد رئيس وزراء إيطاليا الأسبق الشهر الماضي، حيث ساهمت الهدايا الغريبة بينهما في إعادة العلاقات الودية.
وأضافت التسجيلات التي جاءت على لسان بيرلسكوني أن القيصر الروسي كان ضد أي مبادرة للحرب على أوكرانيا، لكن الذي أدى إلى تلك الحرب القائمة منذ مايو الماضي كان مهاجمة القوات الأوكرانية أراضي مقاطعة دونباس، بعد عام واحد فقط من عقد اتفاقية سلام بينهما في مينسك ببلاروسيا عام2014، حيث أسفر هجوم الأوكران عن خسائر في صفوف جيش دونباس.
ويُضيف بيرلسكوني أن القيصر الروسي لم يكن يرغب في دخول الحرب مع أوكرانيا، لكن مع الضغوط القوية عليه قرر ابتكار عملية خاصة تستمر أسبوعًا واحد، تدخل بموجبها القوات الروسية أوكرانيا وتتوغل فيها حتى تصل إلى العاصمة كييف، ثم تطيح بالحكومة القائمة والرئيس زيلنيسكي، وتُشكل حكومة تختارها الأقلية هناك، وبعدها تعود القوات الروسية إلى بلادها.
وتابع بيرلسكوني في تسريبه أن القيصر الروسي لم يكن يتوقع أن يجد مقاومة كبيرة من الأوكرانيين، خاصة بعد تلقى الأموال والأسلحة من الغرب في اليوم الثالث من الحرب، وبدلًا من أن تستمر العملية لأسبوعين فقط، أصبحت عملية تستمر لقرنين من الزمان، وهذا هو الوضع القائم في أوكرانيا.