تشتت بلاد الرافدين ومفاجأة جديدة بشأن حل الأزمة العراقية

في تحول واضح لموقفه.. زعيم التيار الصدري اعتبر مطلبه السابق بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة أقل أهمية حالياً.
فاقترح زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر أن تتخلى “جميع الأحزاب” الموجودة على الساحة السياسية منذ سقوط صدام حسين بما في ذلك حزبه، عن المناصب الحكومية التي تشغلها للسماح بحل الأزمة السياسية في العراق.
ويملك الصدر الذي يتمتع بنفوذ كبير ويصعب التنبؤ بخطواته، القدرة على إخراج العراق من المأزق الذي غرق فيه منذ انتخابات أكتوبر 2021.
ولا يزال العراق منذ ذلك الحين بلا رئيس وزراء جديد ولا حكومة، إذ إن القوى لم تنجح في الاتفاق فيما بينها.
وارتفع منسوب التصعيد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي منذ أواخر يوليو، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطوّر الأمور إلى عنف.
ويطالب التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. فيما يريد الإطار التنسيقي إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالبا بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة.
مقتدى الصدر اعتبر مطلبه السابق بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة أقل أهمية. فكتب الصدر في تغريدة أن “هناك ما هو أهمّ من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
الأهم هو عدم اشراك جميع الأحزاب والشخصيات التي اشتركت بالعملية السياسية منذ دخول أمريكا عام 2003 وإلى يومنا هذا بما فيهم التيار الصدري”، وهو الحزب الذي يقوده.
وتابع “أنا على استعداد وخلال مدة أقصاها 72 ساعة لتوقيع اتفاقية تتضمن ذلك”، مشيرا إلى أن “إذا لم يتحقق ذلك، فلا مجال للإصلاح”. لكن الصدر لم يكشف أسماء الشخصيات التي يعتزم تعيينها لقيادة الحكومة المقبلة.
وأكد القيادي في التيار الصدري، صالح محمد العراقي، الذي يعرف بـ “وزير الصدر” ، في بيان نشره على حسابه في تويتر، أهمية إبعاد الأحزاب المجربة عن السلطة، ومكافحة الفساد والطائفية، وتفلت السلاح. كما شدد على ضرورة الابتعاد عن المحاصصة، والتمسك بالسلطة والاقتتال.
إلى ذلك، أعرب عن أمله في أن يكون للعراق علاقات متوازنة مع كافة الدول الخارجية، وأن يتمتع بقضاء نزيه غير مسيس. وجاءت أبرز شعارات الصدر التي يرفعها منذ بدء الأزمة هو مجابهة الفساد.
ولا يشارك حزبه في الحكومة الحالية لكن يتمتع بنفوذ في بعض الوزارات على مدى السنوات الماضية. ويواصل أنصاره منذ نحو شهر اعتصاما داخل مبنى مجلس النواب وحوله، كما حاصروا لفترة وجيزة مجلس القضاء الأعلى.
فيما يقيم أنصار الإطار التنسيقي منذ 12 أغسطس اعتصاماً على طريق يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.
وشارك الآلاف من أنصار التيار الصدري في صلاة الجمعة التي أقيمت في ساحة محاذية للبرلمان العراقي. وطالب التيار في الخطبة التي ألقاها مهند الموسوي المقرب من الصدر، المحكمة الاتحادية بحل البرلمان.
ومن المقرر أن تعقد المحكمة الثلاثاء المقبل جلسة للنظر في الدعوى المقدمة من أمين عام الكتلة الصدرية نصار الربيعي، حسبما أكد مصدر في المحكمة لفرانس برس.
وهذا الشهر، أطلق رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي “حوارا وطنيا” لمحاولة إخراج العراق من المأزق، لكن ممثلي التيار الصدري وزعيمهم قاطعوا هذه المبادرة واعتبروا أنها لم “تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.
ويشهد العراق، منذ نحو 10 أشهر، أزمة سياسية خانقة بسبب الخلاف حول تشكيل الحكومة، وصولًا إلى اقتحام أنصار زعيم التيار الصدري مبنى البرلمان والاعتصام هناك.
ودخلت الأزمة السياسية التي أعقبت تنظيم الانتخابات البرلمانية، شهرها العاشر على التوالي، دون أي بوادر تلوح بالأفق بحل قريب خلال الفترة الحالية.
وكان مجلس النواب علّق عمله؛ إثر سيطرة المئات من أتباع التيار الصدري على مبنى البرلمان. وانت برأيك هل إزاحة كافة القوى السياسية هو الحل لأزمة العراق؟

Exit mobile version