هل نرى امتداد للأزمة الروسية الأوكرانية حول العالم، ولا سيما منطقة البلقان فماذا أدى لتصاعد الخلافات بين كل من صربيا وكوسوفو من جديد..سأعرض لكم مزيد من التفاصيل
توتر في غرب البلقان
زاد التوتر في غرب البلقان بعد أن أغلق صرب كوسوفو الطرق الرئيسية في 31 يوليو في شمال كوسوفو. احتجاجاً على محاولة بريشتينا إجبارهم على استبدال لوحات ترخيصهم الصربية بمكافئ كوسوفو.
فبريشتينا حساسة بشأن استخدام صرب كوسوفو للوحات السيارات الصربية. لأنها انعكاس لرفض السكان الصرب إضفاء الشرعية على دولة كوسوفو. ونتيجة لاحتجاجات صرب كوسوفو انخرط صرب كوسوفو وشرطة كوسوفو في مواجهة متوترة مما أدى في النهاية إلى تبادل إطلاق للعيارات.
فهل أصبحت صربيا وكوسوفو قريبة من الصراع؟ لقد هزت هذه العمليات شمال كوسوفو على طول حدودها مع صربيا.
محاولة لطرد الصرب
كما ناقشت كوسوفو إدخال نظام تصاريح جديد للمواطنين الصرب الذين يعبرون الحدود شبيهاً بالذي تطبقه صربيا على المواطنين من سكان كوسوفو.
وتم التحرك من قبل حكومة كوسوفو لتنفيذ ما يسمى بإجراءات المعاملة بالمثل مع صربيا. قبل الموافقة على تأخير الإجراءات لمدة شهر واحد.
كما قالت بعثة الناتو الموجودة في المنطقة الحدودية بين صربيا وكوسوفو إن “الوضع العام في بلديات شمال كوسوفو متوتر”.
مؤكدة أنها ستكون “مستعدة للتدخل إذا تعرض استقرار المنطقة للخطر”.
فيما وصف البعض قوانين كوسوفو الجديدة على أنها عدوانية وإن التغييرات في لوحة الأرقام هي محاولة “لطرد” الصرب من كوسوفو.
وتزعم صربيا أن كوسوفو تزعزع السلام بين البلدين لذا فإن احتمالية عودة الصراع من جديد لن يتطلب سوى نقطة اشتعال واحدة لإخراج أزمة كاملة عن السيطرة.
صراع جديد شرق أوروبا
ولكن هل يستطيع الغرب تجنب أزمة جديدة شرق أوروبا؟ لقد أجلت كوسوفو سياساتها الجديدة حول لوحات السيارات بعد ضغوط من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وإن موقف صربيا يزداد صلابة تجاه الوضع في حدودها مع كوسوفو ولقد كان الاتحاد الأوروبي يأمل في أن تخفف صربيا من موقفها بشأن كوسوفو مقابل العضوية في الاتحاد الأوروبي.
ولقد أصبحت صربيا غير راضية بشكل كبير عن دعوات الاتحاد الأوروبي لها لكي تتماشى مع مطالب وسياسات الاتحاد تجاه خصمها اللدود.
وهذه المطالب عززها الدخول الروسي لأوكرانيا حيث إن موقف صربيا من الصراع متناقض فقد تم تجاهل رغبة الاتحاد الأوروبي في انضمامها إلى برنامج العقوبات المفروضة على روسيا.
أصبح الواقع أكثر تعقيداً
ويبدو أن مسرح الأحداث في شرق أوروبا مهيأة لمواجهة بين روسيا والغرب في منطقة أخرى وهي كوسوفو.
ولقد أصبح الواقع أكثر تعقيداً بعد اتهام الرئيس الصربي مراراً بالدعاية المعادية للغرب والتقرب من موسكو وبكين.
وعلى الرغم من التهديدات فقد حافظت صربيا على علاقات وثيقة مع دول حلف الناتو.
ورفضت الدعوات بالانسحاب من برنامج الشراكة من أجل السلام الذي يعزز التكامل مع الاتحاد الأوربي. وفي الواقع إن تفاصيل سياسة نقل الصراع الروسي الغربي في البلقان يعوقه العديد من التحديات.
نعم صربيا تدعم الأزمة الروسية ضد أوكرانيا لكنها تعلم عقبات هذا الصراع على اقتصادها إذا قررت فتح جبهة جديدة للصراع في البلقان.
وتعلم روسيا بأن الغرب يريد تقويض حلفائها شرق أوروبا وتعريض حدودها الغربية للخطر، لذلك فإن التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي ولوزير خارجيته التي تفسر بأنها تريد إلقاء برميل بارود جديد بين الصرب وكوسوفو لن تلقى القبول.
فلسوء حظ روسيا، وعلى الرغم من حتى دعم العديد من الصرب ما يحدث في أوكرانيا.، فليس هناك ما يشير إلى أنهم مستعدون لبدء صراع جديد بالوكالة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في كوسوفو وتحمل الأضرار السياسية والاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا.