وسط دعوات أمريكية وبريطانية لوقف فوري للعنف في السودان، واللجوء إلى طاولة الحوار، ها هي الاشتباكات بين قوات الدعم السريع من جهة والجيش السوداني من جهة أخرى، تدخل يومها الثالث وسط تضارب في المعلومات واتهامات متبادلة.
فلمن الغلبة على الأرض؟ وما حقيقة الهجوم على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية؟ وهل هناك عناصر من الدعم السريع انضمت إلى الجيش؟ كل هذا وأكثر من المستجدات على الساحة في السودان… نقدمه لحضراتكم في التقرير التالي :
شن الجيش السوداني صباح اليوم الإثنين غارات جوية، استهدفت مواقع تابع لقوات التدخل السريع جنوبي الخرطوم، حيث أفاد سكان محليين باحتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، قرب مقر القيادة العامة في العاصمة السودانية، في الساعات الأولى من اليوم.
كما قام الجيش السوداني، بإجراء تمشيط للمنطقة المحيطة بمقر القادمة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، حيث أظهر مقطع فيديو دبابات ومدرعات تابعة للجيش تنتشر في المنطقة المحيطة بمقر القيادة العامة.
ومن جانبه نفى الجيش السوداني، ما تردد من أنباء حول سيطرة قوات الدعم السريع على القيادة العامة للقوات المسلحة، كما دعي الجيش منتسبي الدعم السريع للانضمام إليه.
ودعا كل من وزيرا الخارجية الأميركية والبريطاني، إلى الوقف الفوري لتلك الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأنه يجب اللجوء إلى طاولة الحوار، وجاء ذلك على هامش اجتماع قمة مجموعة السبع في اليابان.
حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد اجتماع مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي إن هناك قلقا بشأن الاشتباكات الواقعة بين الجيش والتدخل السريع، والتهديد الذي يشكله على المدنيين وعلي السودان والذي قد يشكله على المنطقة “.
وأكد” بلينكن “، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كارويزاوا اليابانية أنه تم التوصل إلى الاتفاق على” الحاجة لوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات.
ومن جانبها أعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم، أنه حتى لان لا توجد خطط لإجلاء المواطنين الأمريكيين، كما حثت السفارة مواطنيها على البقاء في منازلهم بعيدا عن مناطق الاشتباكات.
ومن جانبه أعلن الاتحاد الإفريقي، رئيس المفوضية الأفريقية سيتوجه فورا إلى السودان للتحدث مع الطرفين بشأن وقف إطلاق النار، و العودة إلى طاولة الحوار.
فيما أعلنت نقابة أطباء السودان صباح الإثنين، أن ما لا يقل عن 97 شخصا قد لقوا حتفهم و365 أصيبوا، منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، السبت الماضي بين الجيش وقوات التدخل السريع.
كما استعرض المواطنون السودانيون والجنود معدات ومهمات مليشيا قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة الفريق حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي بعد فرار عناصرها من العمليات القتالية داخل وخارج العاصمة الخرطوم.
إلى ذلك أكدت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، مساء الأحد، على “ضرورة عدم استغلال أي طرف خارجي للتطورات الجارية في السودان” من خلال القيام بما وصفتها بـ”أعمال تؤجج من حدة الصراع أو تهدف للنيل من سلامة أراضيه، وبما يؤثر على أمن واستقرار وسلامة الشعب السوداني”، دون تحديد ماهية تلك الأطراف.
كما شددت الخارجية المصرية على “ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة الجالية المصرية في السودان، وكذلك المنشآت والممتلكات الخاصة بالبعثات الرسمية المصرية”.
ودعت كذلك “أطراف النزاع الجاري في السودان، على ضوء استمرار العمليات العسكرية واحتمالات التصعيد، إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية حقناً لدماء أبناء الشعب السوداني الشقيق، وتغليب لغة الحوار من أجل حل الخلافات، حفاظاً على سلامة واستقرار البلاد، وحماية مقدرات الشعب السوداني وطموحات ثورته المجيدة”، حسب ما جاء في البيان.
وجاءت الاشتباكات، نتيجة التوترات الأخيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأشهر الماضية، والتي نتج عنها تأخير توقيع اتفاق مدعوم دولي مع الأحزاب السياسية لإحياء التحول الديمقراطي في السودان.
فما الذي تحمله الأيام القادمة، للسودان، فهل يتمكن الجيش من إعادة فرض سيطرة على البلاد مرة أخرى؟