يبدو أنه لم يٌكتب للأمور في السوادن أن تهدأ وأن تظل بلاد الذهب في دوامة كبيرة وحالة من السيولة السياسية لا تعرف أين تتوقف فيها عجلة الإضطرابات لاسيما مع العمليات العسكرية المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وإعلان السيطرة على مقر رئيس المجلس الرئاسىي عبدالفتاح البرهان.. ماذا يحدث في السودان؟
في خطوة مفاجئة مع تصاعد الأحداث وحركتها بوتيرة متسارعة في العاصمة السودانية الخرطوم، مع الاشتباكات والمواجهة العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس الرئاسي، أعلن الدعم السريع سيطرته على القصر الرئاسي و 3 مطارات، بالإضافة إلى مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي عبدالفتاح البرهان.
فيما نفى الجيش السوداني فقدانه السيطرة على المطارات أو القصر الجمهوري، لافتًا إلى أن تلك البيانات لا أساس لها من الصحة وأن الجيش مستمر للتصدي لما وصفه بالعدوان الغاشم.
فيما أكد قائد الحرس الجمهوري السوداني، وجود قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في مكان آمن يتابع منه العمليات العسكرية، نافياً ادعاءات قوات الدعم السريع بالسيطرة على مقر إقامة قائد الجيش.
فيما لفت مصدر في الحكومة السودانية اندلاع المواجهات العسكرية استبق اجتماعا للبرهان وحميدتي كان مقررا صباح اليوم في الخرطوم.
ويأتي ذلك عقب توتر متصاعد هذا الأسبوع، إذ حذر الجيش السوداني أول من أمس الخميس من مواجهة محتملة بين قواته وقوات الدعم السريع بعد نشر وحدات تابعة لها في العاصمة وأماكن أخرى، في إشارة علنية إلى خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني في البلاد.
وقال وسطاء في بيانين أمس الجمعة وفي ساعة مبكرة اليوم السبت إن قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية الفريق أول محمد حمدان دقلو مستعدان لاتخاذ خطوات لتهدئة التوتر بين قواتهما.
ويرأس البرهان مجلس السيادة الانتقالي الحاكم فيما يتولى دقلو، المعروف باسم حميدتي، منصب نائب رئيس المجلس.
ونشبت الخلافات بين الرئيس ونائبه منذ فترة طويلة، وتسببت بعرقلة للعملية السياسية الجارية في البلاد.إذ كشفت مصادر مقربة للبرهان ودقلو إنهما ما زالا على خلاف حول من سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد أعواماً عدة. وتعتبر قوات الدعم السريع أن القائد ينبغي أن يكون الرئيس المدني للدولة وهو ما يرفضه الجيش.
وأدى الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تأخير التوقيع النهائي على اتفاق مع الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة مدنية تتولى السلطة.
لتكتب المواجهة العسكرية اليوم في أنحاء الخرطوم وعدد من الولايات فصل النهاية في فكرة الوصول إلى اتفاق بين الطرفين، إذ أن الخيار العسكري كان الأقرب من طاولة الاجتماعات التي كان من المقرر لها اليوم، بين الرئيس ونائبه من أجل حل الخلاف والتوقف عن تحريك القوات العسكرية لما له أضرار قد تهد كل محاولات واتفاقيات السلام والوساطة خلال الأشهر الماضية.