تطورات المواجهات بين الهند والصين في منطقة جبال الهيمالايا

على ارتفاع 4000 متر فوق مستوى سطح البحر، وفي درجة حرارة تنخفض في فصل الشتاء إلى أقل من 30 درجة مئوية تحت الصفر.. كانت المواجهات بين إثنين من أقوى جيوش العالم، إذ تأتي الصين في المركز الثالث في ترتيب أقوى جيوش العالم والهندي في المركز الرابع على الحدود المتنافس عليها بين البلدين، فهل تنذر هذه المواجهات بوقائع عسكرية بين أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان؟

كشفت تقارير صحفية، عن حدوث مواجهات بين القوات الهندية والصينية فى قطاع تاوانج بولاية أروناتشال براديش الهندية، مما أسفر عن إرسال عدد من الجنود من الطرفين إلى المؤسسات الصحية.

في الوقت ذاته لم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية على الفور على طلب للتعليق، كما لم تعلق الصين على هذه الأنباء حتى ساعة إعداد هذا الخبر.

من جانبها نقلت وكالة فرانس برس عن “مصدر هندى مقرّب من الجيش” قوله إن المواجهات بدأت بسبب أن الجنود الصينيين اقتربوا من المنطقة القريبة من “خط السيطرة الفعلية” الذى يشكّل حدود الأمر الواقع بين الدولتين، حيث كان متفقًا على عدم قيام أى من الجانبين بدوريات.

وعلى الفور رد الجنود الهنود على الاستفزاز الصيني”بطريقة حاسمة وحازمة”، ثم انسحب “الطرفان” فورًا من المنطقة بعد المواجهات إلى مناطقهما.

فى وقت لاحق، اجتمع قائد هندى بنظير صينى له “للبحث فى المشكلة فى إطار الآليات القائمة لإعادة السلام والهدوء”.

وتعد المواجهات بين القوات الهندية والصينية فوق جبال الهيمالايا ليست الأولى من نوعها، حيث خاضا الجانبان مواجهة أيضًا فى يونيو من العام 2020، فى اشتباك بالأيدى فى وادى جالوان فى منطقة لاداخ المتاخمة لهضبة التبت التى تسيطر عليها الصين.

وبسبب هذه المواجهات رحل عن الحياة 20 جنديًا هنديًا، في حين لم تكشف الصين عن خسائرها، وعزز الجانبان وجودهما العسكرى ونقلا الرجال والمعدات العسكرية والإمدادات إلى المنطقة الصحراوية المرتفعة.

ونشأت المواجهات بين المعسكرين، بسبب الحدود الطويلة بين البلدين، إذ تشترك الهند والصين فى حدود لم يتم ترسيمها ويبلغ طولها 3800 كيلومتر، والتزمت قواتهما سابقا باتفاقات قائمة منذ فترة طويلة لتجنب استخدام أى معدات عسكرية على طول الحدود القائمة بحكم الواقع والمعروفة باسم خط السيطرة الفعلية.

واندلعت مواجهة عسكرية بين الصين و الهند فى العام 1962 حول مسألة الحدود الطويلة المتنازع عليها بينهما. كما يخيم توتر بين البلدين منذ المواجهات التى وقعت عام 2020.

تحول الظروف الطبيعية في هذه المنطقة دون وضع نقاط لترسيم الحدود بشكل نهائي على طول مسافة تناهز 3440 كيلو مترا، كما أن المنطقة تزخر المنطقة بأنهار متدفقة وبحيرات وقمم ثلجية معرضة للذوبان، مما يعني تغيرًا محتملا بشكل دائم في النقاط الحدودية، وأحيانا يجد جنود البلدين أنفسهم في مواجهات قد تتطور إلى ما لا يحمد عقباه وسط جبال الثلوج.

Exit mobile version