يبدو أن الإدارة الأمريكية قد أدركت مدى خطأها لسنوات طويلة، عندما تركت الصين تضخم اقتصاديا وعسكريا، حتى أنها أصبحت القطب الثاني في العالم بمحاذاة الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت لها الهيمنة في القارة السمراء وأفشلت الأذرع الأمريكية في الضغط على الدول عندما منحتهم هي البديل.. يبدو أن إدارة بايدن أدركت الخطأ فقررت إغراق الصين بالأزمات من جميع الجهات لتشغلها عن أي تطور محتمل بل وإن تطلب الأمر دعم أعدائها عسكريا حتى أن الرئيس الأمريكي قالها صراحة نحن لا نريد أي مواجهة مباشرة مع الصين ولكن ذلك لم يمنعنا من دعم حلفاؤنا.. ماهي التطورات الجديدة التي جعلت الوضع في بحر الصين على بركان من النار قد يفور في أي لحظة؟
استفزازات مستمرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في سماء وبحر الصين، فبعد أقل من أسبوع على التنديد الأمريكي بمناورة خطرة لأحد الطائرات العسكرية الصينية ضد طائرة تابعة لها، اتهمت البحرية الأمريكية سفينة صينية بالقيام بتحركات “خطيرة” حول سفينة عسكرية أمريكية في مضيق تايوان.
ومن جانبه نددت وزارة الدفاع الأمريكية، بالتصرفات “الخطرة بشكل متزايد” للجيش الصيني في آسيا، بعد حادثتين بين قوات البلدين في الأيام الأخيرة، مؤكدة أن سفينة صينية بالإبحار بشكل متعرج “خطير” حول إحدى السفن العسكرية، التي كانت تبحر في مضيق تايوان مع سفينة كندية.
في الوقت ذاته، اتهمت الصين، الولايات المتحدة وكندا بالتسبب “عمدا باضطرابات في مضيق تايوان، الذي تطالب بحقوق سيادية فيه.
وفي أول خطاب علني دولي له منذ أن أصبح وزيرا، علق وزير الدفاع الصيني، على الواقعة، أمام تجمع ضم بعض كبار مسؤولي الدفاع في العالم في سنغافورة،، قائلا: إن مثل هذه الدوريات بزعم “حرية الملاحة”، هي استفزاز للصين.
كما حذر من إقامة تحالفات عسكرية “شبيهة بحلف شمال الأطلسي” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
واعتبر المسؤول الصيني أن إقامة مثل هذه التحالفات العسكرية سيغرق منطقة آسيا والمحيط الهادئ في “زوبعة” من المواجهات العسكرية.
حذر وزير الدفاع الصيني، من أن المحاولات الهادفة إلى تعزيز تحالفات شبيهة بحلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي وسيلة لاختطاف دول المنطقة وتضخيم المواجهات، الأمر الذي لن يؤدي سوى إلى إغراق منطقة آسيا والمحيط الهادئ في زوبعة من المواجهات.
وأضاف الوزير، قائلا : “عقلية المواجهة الباردة عادت للظهور الآن، مما يزيد من المخاطر الأمنية بشكل كبير، يجب أن يعلو الاحترام المتبادل على عمليات فرض النفوض والهيمنة”.
أثارت تلك الحوادث والحوادث السابقة مخاوف من وقوع حادث محتمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد بين البلدين في وقت تتصاعد فيه التوترات بالفعل، على الرغم من نفي الرئيس الأمريكي جو بايدن، رغبة بلاده في حدوث مواجهة مباشرة مع الصين، إلا أن التصرفات الحالية يبدو أنه تدفع إلى طريق واحد وهو مواجهة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.. فهل بدأت المواجهة العالمية الثالثة؟