بعد ساعات قليلة من حادثة الطائرة العسكرية في سماء بحر البلطيق والمطاردة بين الطائرة العسكرية الروسية مع قاذفتين أمريكيتين، يبدو أن الوضع العملياتي والعسكري أصبح ملتهب بشكل متزايد، حيث حركت أمريكا حاملة الطائرات الأكبر في العالم، فيما حاولت 3 قوارب سريعة أوكرانية استهداف سفينة عسكرية روسية مضيق البسفور.. ماذا يحدث في الأزمة الروسية؟
في تطور خطير للأحداث على الجبهة الروسية الأوكرانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن نظام كييف استهدف السفينة “إيفان خورس” التابعة للبحرية الروسية بسفن مسيرة في منطقة مضيق البوسفور، مشيرة إلى أن طاقم السفينة صد الزوارق المسيرة الأوكرانية بنجاح.
وأضافت الوزارة، أن القوات الأوكرانية استهدفت خلال محاولة فاشلة بواسطة ثلاثة زوارق سريعة مسيّرة، سفينة إيفان خورس التابعة لأسطول البحر الأسود، والتي تقوم بمهام لضمان سلامة تشغيل خط أنابيب الغاز “السيل التركي” و”السيل الأزرق” في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية تركيا، على بعد 140 كيلومترا شمالي شرق مضيق البوسفور.
وأكدت الوزارة، أن السفينة الروسية، تمكنت من إفشال المخطط الأوكراني، وتدمير جميع الزوارق المسيّرة، لافتة إلى أن السفينة تواصل العمل على خطوط الغاز “السيل الشمالي”، حيث يقوم الأسطول الروسي بحماية هذه الخطوط.
وتعد السفينة “إيفان خورس” هي سفينة استطلاع، مصممة لتوفير الاتصالات ومراقبة الأسطول، وإجراء استخبارات إلكترونية، وإدارة عمليات عسكرية إلكترونية.
واللافت إلى أن التحركات الأوكرانية لاستهداف السفينة العسكرية الروسية، كانت في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية تركيا، وبالتالي وضعت أوكرانيا نفسها في مواجهة مع حلف الناتو لاسيما أن تركيا أحد أعضاء حلف الناتو.
حيث تنص المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو أن أي استهداف عسكري ضد طرف من أطراف الناتو، يعتبر استهدافًا عليهم جميعا، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للاستهداف العسكري”.
ولم يجرِ تفعيل المادة 5 من المعاهدة إلا مرة واحدة في تاريخ الحلف، إذ نشرت قوات تابعة للحلف في أفغانستان، عقب أحداث 11 سبتمبر، لتكون أول مرة تنتشر فيها قوات الناتو خارج أراضي دول الحلف.
وبالتالي وضعت أوكرانيا نفسها في مواجهة مع أحد أهم حلفاؤها، أو الحليف الوحيد الذي يمدها بالحياة ويحافظ على استمرار الوجود العسكري والاقتصادي في ظل مواجهة عسكرية مع روسيا التي تعد أحد أهم القوة العسكرية في العالم.
ومع هذا الموقع زادت التساؤلات حول موقف حلف الناتو من هذا الاستهداف في المياه الاقتصادية التركية، هل ستتخذ تركيا والحلف موقف من الاستهداف الأوكراني أم ستتجاهل الأمر؟، وفي نفس السياق، كان التساؤل الأهم هل ورطت روسيا أوكرانيا مع حلف الناتو عن عمد، وألقت إليها الطعم من أجل أن تتورط مع الحلف عسكريا؟
وعلى جانب آخر، حركت الولايات المتحدة الأمريكية حاملة الطائرات الأكبر في العالم جيرالد آر فورد، إلى النرويج في أول مشاركة لسفينة أمريكية من هذا النوع في استعراض لقوة حلف شمال الأطلسي في وقت يشهد تصاعدًا في التوتر بين الحلف وروسيا بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.. فهل الحلف يجهز قواته للمواجهة العالمية الثالثة؟