بعد عدم نجاح مفاوضات “الفرصة الأخيرة” بين مصر والسودان وإثيوبيا في كينشاسا تحت رعاية الاتحاد الافريقي والتطورات الأخيرة بملف سد النهضة وإعلان اكتمال الملء الثالث والبدء في الرابع ما صحة توجه وفد مصري إلى العاصمة الإثيوبية هل تعود المفاوضات مرة أخرى أم زيارة بمثابة إنذار؟
خلال الساعات القليلة الماضية كشف مصدر مسئول على دراية بمفاوضات سد النهضة أنه لازالت هناك حالة من الجمود السياسي بين مصر والسودان وإثيوبيا وأنه لا صحة لتوجه وفد مصري إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لأن هناك جدل مستمر حول نقاط رئيسية بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى.
ووضح المصدر في تصريحات صحفية له أنه التقى وفد مصري بممثلي البنك الدولي لمناقشة عدد من القضايا وعلى رأسها ملف سد النهضة لافتاً إلى أن الأمر لم يتعد كونه مجموعة من المناقشات والاستفسارات.
واستكمل إن نقاط الخلاف الرئيسية ستظل هي أساس تعطل المفاوضات التي تهدف لضرورة توقيع اتفاق ملزم لكل أطراف المصب، والتأكيد على أن يكون السد بغرض توليد الكهرباء فقط وليس التخزين.
وأكد المصدر على إنه في حالة ما إذا أرادت إثيوبيا التفاوض والالتزام بالقوانين فإن مصر على أتم استعداد لاستكمال المفاوضات مرة أخرى حتى يتوصلوا لحلول تخدم مصالح الجميع.
أما السبب الرئيس لعدم توقيع اتفاقية شاملة بشأن سد النهضة فأكد المصدر على إن الموضوع ليس عامل فني بل سياسي وأضاف أن الهدف من الإنشاءات الهندسية الغير تقليدية في وسط السد ما هي إلا محاولة لفرض الأمر الواقع.
ومن ناحية أخرى هنالك ظاهرة جديدة نشأت لعد توقف توربينات سد النهضة الإثيوبي عن العمل منذ بداية شهر سبتمبر الجاري، مما يؤثر على حصة مصر والسوان من مياه نهر النيل بحسب خبراء في ملف المياه.
فكشف خبير الموارد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي أن الأقمار الصناعية أظهرت للمرة الرابعة على التوالي توقف توربينين السد عن توليد الكهرباء. وأوضح شراقي أن سبب التوقف صعوبات فنية فى التشغيل خلال فترة الفيضان.
وأشار الخبير المائي إلى أن الصور الفضائية أيضاً أظهرت استمرار غلق بوابتي التصريف الذي تزامن مع توقف التوربينين.
كما كشفت مصادر دبلوماسية أن مصر ستكشف عن المخاطر غير المباشرة التي يتسبب فيها سد النهضة اقتصادياً على مصر وذلك أمام المجتمع الدولي خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضحت المصادر أن إثيوبيا لا تتعامل اطلاقا بمنطق الشفافية في عملية تشغيل السد وإن مخاطر حدوث أزمة في عملية التشغيل سيكون لها تأثيرات سلبية على مصر والسودان وليس إثيوبيا وحدها.
ومازالت المفاوضات المتعلقة بشأن سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا تشهد حالة من الجمود منذ توقفها قبل عامين.