يبدو أن الوضع في العراق مازال يحمل أسرارًا لم يتم الكشف عنها، فبعد سنوات من السيولة السياسية والنجاح أخيرًا منذ أشهر قليلة فقط في اختيار رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة، ليأخذ النظام الدستوري في العراق طريقه الطبيعي من أجل إعادة العراق إلى الطريق الصحيح بعد سنوات طويلة فقد خلالها البوصلة، ولكن مع نشر المضادات الأرضية فوق المباني الحكومية والمسيرات بشكل مفاجئ في سماء بغداد.. والحديث عن الخطر القادم من سوريا تجددت التساؤلات.. ماذا تخشى بغداد؟
وثق رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر وضع مضادات أرضية ومعدات عسكرية على أسطح المبان الحكومية في العاصمة العراقية بغداد.
ما تسبب في حالة من القلق لدى سكان العاصمة، لاسيما أن اتخاذ هذا الإجراء ينذر باقتراب مواجهة عسكرية محتملة تستدعي وضع تلك المضادات الأرضية للتصدي إلى استهداف عسكري عن طريق الطائرات.
وأكدت مصادر أمنية، لـ “سكاي نيوز”، أن ذلك الإجراء العسكري بنشر المضادات الأرضية يأتي ضمن خطة لتأمين الأهداف الحيوية في العاصمة العراقية.
وفي أول تصريح رسمي عن الأمر، كشف المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي، أن وضع منظومة الدفاع الجوي فوق المباني الحكومية يهدف لحماية سماء العراق من أي استهداف، مشددًا على أن ذلك إجراء روتيني تتبعه كل دول العالم.
وعلى الرغم من تصريحات اللواء الخفاجي عن الهدف من وضع منظومة الدفاع الجوي فوق أسطح المباني الحكومية في العاصمة، إلا أن حديثه لم يكشف الكثير فذكر أهداف عامة لأهمية المنظومة دورها، ولكن لم يكشف عن الخطر الذي استدعى إعادة نشر المنظومة من الأساس.
إلا أنه بعض التقارير الصحفية ربطت الإجراء في العراق وحماية سماء بغداد، أنها جاءت بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع العراقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
الأمر الذي تم تفسيره بأشكال كثيرة وأصبح يلفه الكثير من الشائعات حول برنامج الزيارة للوزير العراقي الذي يستدعي نشر وسائل الدفاع الجوي لحماية العاصمة.
وفسر البعض أن تلك الإجراءات تشير إلى تغيرات عسكرية مقبلة في العراق الأمر الذي يتطلب الحزام الدفاعي الذي تحدثنا عنه.
وكشفت التقارير الصحفية إلى أنه هناك احتمالية مواجهة عسكرية شرق سوريا، وهذا قد يقود لردود فعل من قبل فصائل عراقية، حيث ستبدأ العمليات في سوريا لكنها ستمتد غالبا للعراق ولبنان.
ولفتت التقارير الصحفية أن الإجراءات المتخذة لا يمكن اعتبارها مجرد مقتضيات ردع استراتيجي، بل إنها تدل على احتمال تحرك عسكري في مسرح الأحداث بالعراق.
وبالتزامن مع نشر منظومات الدفاع الجوي، كشف الناطق باسم وزارة الكهرباء العراقية، أن رئيس الوزراء، أوعز بتسيير طائرات مسيرة لحماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية لحمايتها من الاستهداف.
كل ما يحدث في العراق، والحديث عن مواجهة عسكرية محتملة في شرق روسيا قد تنتقل إلى العراق والإجراءات التي تتخذها الحكومة العراقية يدل أنه هناك شئ قادم يقود المنطقة إلى المجهول.. ما هو القادم؟