نجح علماء الفلك، في اكتشاف مجرة ضخمة وقديمة جدا، إلا أنها حيرت العلماء فوفقا لفهمهم الحالي لكيفية تشكل المجرات المبكرة، فهي لا ينبغي أن تكون موجودة على الإطلاق.
المجرة الجديدة، تعد هي الأخت الصغرى لمجرتنا الحالية، فهي على نجوم أكثر من مجرة درب التبانة، كما أنها تشكلت قبل نحو 13 مليار سنة – بعد 800 مليون سنة فقط من عمر كوننا البالغ 13.8 مليار سنة. تمكن العلماء من التعرف إليها، عبر تلسكوب جيمس ويب الفضائي، التابع لناسا.
تسببت المجرة الجديدة في إعادة الحسابات العلمية، لعلماء الفلك حول تكوين الكون، إذ يؤكد العلماء، أن مجرة بهذا الحجم لا ينبغي أن تكون قادرة على التشكل في وقت مبكر جدا من الكون لأن المادة المظلمة لم تكن موجودة بعد عقب 800 مليون سنة من الوهج الكبير.
ومن جانبها، الدكتورة ثيميا ناناياكارا، عالمة الفلك في جامعة سوينبورن للتكنولوجيا في أستراليا، قالت إننا نتجاوز الآن ما كان ممكنا لتأكيد أقدم الوحوش الضخمة الهادئة الموجودة في أعماق الكون.
ولفت إلى أن هذا الاكتشاف يعطي دفعة لحدود فهم العلماء الحالي لكيفية تشكل المجرات وتطورها، مؤكدة أن السؤال الرئيسي الآن هو كيف تتشكل بهذه السرعة في وقت مبكر جدا من الكون، وما هي الآليات الغامضة التي تؤدي إلى منعها من تكوين النجوم فجأة عندما يفعل ذلك بقية الكون”.
حيث اعتقد علماء الفلك لفترة طويلة أن المادة المظلمة ضرورية لنمو مجرة بشكل كبير، وهو الأمر الذي يندهش له العلماء في هذه المجرة حيث أن المادة المظلمة بحسب العلماء لم تكن تكونت بعد.
لتصبح المجرة الجديدة لغزا كبيرا من ألغاز الكون فشل العلماء في التوصل إليه ومعرفة ماهيته، وكيف تشكلت لتصبح الأضخم في الفضاء، دون الاعتبارات العلمية الموثقة لدى العلماء.
حيث كانت النظريات الحالية التي يعتمد عليها العلماء تشير إلى أن هالات المادة المظلمة التي يعتقد أنها تشكل 25% من الكون الحالي، اتحدت مع الغاز لتشكل أولى شتلات المجرات وتسمح لها بتراكم النجوم، وبعد مليار إلى ملياري سنة من عمر الكون، وصلت المجرات الأولية المبكرة إلى مرحلة المراهقة.
وتشكلت في مجرات صغيرة بدأت في التهام بعضها لبعض لتنمو لتصبح مجرات مثل مجرتنا الحالية، لكن هذا الاكتشاف الجديد أربك هذه النظرية، حيث أنه في المجرة المكتشفة حديثا لم تكن المادة المظلمة موجودة في الوقت الذي تشكلت فيه، على الأقل ليس بكميات كبيرة بما يكفي لدعم مثل هذه المجرة الضخمة، ومع ذلك، هذه المجرة موجودة.
وأيقن العلماء، أن هذه المجرة اللغز، بالإضافة إلى عدم فهم حقيقتها، يشير هذا أيضا إلى “فجوات كبيرة في فهمنا” لكيفية تشكل النجوم والمجرات المبكرة، كما كتب العلماء الذين يقفون وراء هذا الاكتشاف… فهل جاءت من عالم آخر وتحمل حياة أخرى غير مجرتنا؟