بعد أيام على قرار منظمة أوبك بلس بخفض انتاج النفط اليومي، وغضب الولايات المتحدة من السعودية لقيادتها القرار، يزور رئيس دولة الإمارات روسيا في ضربة جديدة لبايدن فما القصة؟
التقى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد بالرئيس الروسي فلادييمر بوتين، في زيارة قد تغضب واشنطن التي تسعى لعزل روسيا عن العالم.
حيث أجرى رئيس دولة الإمارات مباحثات مع الرئيس الروسي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وعددًا من القضايا المشتركة.
وقال الشيخ محمد بن زايد الذي يزور روسيا لأول مرة منذ توليه الحكم في الثالث عشر من مايو، أن بلاده عززت التبادل التجاري مع روسيا وتسعى لزيادة التعاون معها،في توقعات أن يثير ذلك اللقاء وتلك التصريحات استفزازًا آخر للولايات المتحدة.
ويرى المحللون أن تلك الزيارة ستتسبب في أزمة بين واشنطن وأبو ظبي، لا سيما وأن الولايات المتحدة أخذت موقفًا مشابها من الرياض على خلفية قيادتها لمنظمة أوبك بلس في قرار خفض الإنتاج، حيث وجهت واشنطن اتهامات للرياض بميلها لموسكو عقب قرار أوبك بلس بخفض انتاج النفط اليومي لميلوني برميل.
ويشير المحللون أيضًا إلى أن زيارة الرئيس الإماراتي إلى موسكو تشكل ضربة قوية للولايات المتحدة.
وفي هذا السياق أظهرت الزيارة تقاربًا كبيرًا بين الإمارات وروسيا، حيث أشاد الرئيس الروسي بالدور الإماراتي مهم في المنطقة مشيرًا إلى سعي بلاده لتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة.
دولة الإمارات حاولت تفنيد الغرض من تلك الزيارة واللقاء بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس الروسي، حيث قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية إن مباحثات الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس الروسي تتطرق إلى آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالأزمة في أوكرانيا، حيث تسعى الإمارات للوصول إلى تحقيق نتائج إيجابية لخفض التصعيد العسكري، والحد من التداعيات الإنسانية، والتوصل إلى تسوية سياسية لتحقيق السلم والأمن العالميين”.
وتعد تلك المباحثات هي الثالثة بين البلدين خلال العام الجاري، بعد مباحثات هاتفية جرت بينهما في مايو الماضي.
وعلى مدار العقد الماضي زار الشيخ محمد بن زايد روسيا نحو 8 زيارات، وكانت لتعزيز التعاون وتطوير الشراكة وبحث المستجدات الإقليمية.
وشهد مسار العلاقات بين البلدين نقلة نوعية مع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في يونيو 2018، فعلى الصعيد الاقتصادي، ترتبط البلدان بعلاقات متميزة، حيث تحرص قيادتا البلدين على فتح الباب واسعا أمام الاستثمارات المشتركة.
وشهدت الفترة الماضية التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي ساهمت في ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل إلى 12 مليار درهم محققا 116% زيادة في العام 2021.
وتعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري خليجي لروسيا، حيث تستحوذ على 55% من إجمالي التجارة الروسية الخليجية.
كما تعد دولة الإمارات الوجهة الأولى عربياً للاستثمارات الروسية، بنسبة تناهز 90% من إجمالي استثمارات روسيا في الدول العربية.
أيضا تعتبر دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتسهم بأكثر من 80% من إجمالي الاستثمارات العربية فيها، وتُقدر قيمة الاستثمارات الأجنبية المتبادلة بين دولة الإمارات وروسيا بنحو 1.8 مليار دولار.