ماضي كوكبنا السحيق مليء بالأسرار التي لا نعرف عنها إلا أقل القليل، لكن ولحسن الحظ فقد صار بمقدورنا الآن رؤية ماضينا السحيق بوضوح.
والسؤال المطروح الآن، هل سيستطيع تليسكوب جيمس ويب أن يجيب على الأسئلة التي حيرت العالم لسنوات عديدة.
ما هو أصل الثقوب السوداء؟ وكيف تشكلت المياه على كوكبنا من الأساس؟ وكيف يستطيع تليسكوب مثل هذا أن يرى الماضي أصلا؟
حقبة جديدة يشهدها كوكبنا الآن، بعد أن صار بقدورنا أن نصل إلى إجابات تتعلق بماضي كوكبنا وربما تساعدنا في التنبؤ بمستقبله المجهول، لكن كيف؟
لا شيء يفوق سرعة الضوء كما هو معلوم، وهذه الحقيقة العلمية تفسر سبب رؤيتنا للماضي البعيد، فإننا إذا نظرنا إلى الشمس، فإننا في الحقيقة لا نرى الشمس أمام أعيننا، بل نرى ماضيها، لأن أشعة الشمس تستغرق 8 دقائق لتصل إلينا.
وبهذه الطريقة البسيطة استطاع جيمس ويب أن يرى ماضي كوكبنا، فالضوء الذي باستطاعة التليسكوب التقاطه، يعود قدمه لملايين السنين الضوئية، وبالتالي فإننا نستطيع به رؤية ماضي كوننا وكيفية تشكله أمام أعيننا في وقتنا الحاضر،
وهنا سؤال يطرح نفسه، لماذا كوكبنا بالذات دون كل الكواكب يوجد على سطحه مسطحات مائية ويصلح لحياة البشر فوقه.
لا شك أننا محظوظون بوجودنا على كوكب مشبع بالمياه، لكن تليسكوب جيمس ويب يخبرنا بعكس ذلك، كوكبنا لم يتشكل وعلى سطحه مياهه، بل كان عبارة عن مزيج من الغبار والغاز فقط عند تشكله.
إذا كيف أتتنا كل هذه المياه التي تغمر كوكبنا؟
يجيب العلماء أن الماء على كوكبنا يعود مصدره لخارج كوكبنا، فمن المعروف أن المذنبات التي تحوم في الفضاء لها ذيل ثلجي، ويعتقد العلماء أن اصطدام ذلك الذيل بكوكب الأرض في مرحلة التشكل هو ما أدى إلى وجود الماء على سطح كوكبنا وبالتالي وجود كل أنواع الحياة عليه.
وهنا يطرح سؤال آخر، لماذا كان كوكبنا هو الكوكب الوحيد المحظوظ الذي اصطمت به تلك المذنبات؟ وهل توجد كواكب أخرى في هذا الكون الشاسع تحوي حياة داخلها؟
هنا يأتي دور تليسكوب ناسا الجديد ليظهر ويتوهج، فلحسن حظنا فجيمس ويب هو أكثر التليسكوبات حساسية على وجه الأرض، ويستطيع أن يتحسس أقل الأضواء الموجودة داخل كوننا.
وبالتالي سيكون بمقدوره قريبا الإجابة على السؤال الذي لطالما حيرنا جميعا، وعلى الرغم من ذلك فعلماء الفضاء لا يبدون تحمسا شديدا تجاه أي تقدم محتمل في العشر سنوات القادمة.
لأن الصور ستأتينا، تسافر إلينا من مسافات بعيدة للغاية، وبالتالي ستأخذ وقتا طويلا للوصول إلينا، ومن يدري لربما تسفر السنوات القادمة عن موطن جديد يعيش عليه كائنات أخرى مثلنا، فالمستقبل قد يحمل في جعبته دائما ما لا يمكننا توقعه.