هو بلد صغير غير ساحلي في البلقان، على الحدود مع ألبانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وصربيا، إلا أنه قد يكون نقطة مشتعلة جديدة فى قلب أوروبا لاسيما بعد التوتر الكبير مع صربيا بسبب لوحات السيارات.. فما
هي القصة؟
الأزمة فى كوسوفو ممتدة منذ عام 1999 مع تدخل الناتو لإنهاء الملاحم العسكرية بين الألبان وصربيا الرافضة لاستقلال كوسوفو بعد تفكك يوغوسلافيا حيث يعتبرها الصرب امتداد لدولتهم.
ومن بين 1.8 مليون شخص يعيشون في كوسوفو، يشكل الألبان 92 %، والصرب 6 % فقط، في حين أن الباقي من البشناق والغوران والأتراك والغجر.
واستمرت التوترات بين الحكومة التي يهيمن عليها الألبان والأقلية الصربية منذ سنوات، حيث تصاعدت التوترات وتحولت إلى عصيان مدني.
حيث أرادت حكومة كوسوفو أن تجعل سكان المناطق ذات الأغلبية الصربية يستبدلون لوحات أرقام سياراتهم الصادرة من صربيا بأخرى صادرة من كوسوفو، لاسيما أنه لا يستخدم حوالي 50 ألف شخص في هذه المناطق لوحات أرقام كوسوفو لأنهم يرفضون الاعتراف باستقلال كوسوفو.
وتطورت الأحداث اليوم، حيث أعلن زعيم صرب كوسوفو وميتوخيا، انسحاب الصرب من جميع مؤسسات السلطة في كوسوفو المعلنة من جانب واحد بسبب انتهاك كوسوفو لاتفاقيات بروكسل.
وقال راكيتش للصحفيين اليوم، إننا الممثلون السياسيون للصرب من شمال كوسوفو وميتوخيا، وبعد اجتماع اليوم قررنا بالإجماع دعوة كوسوفو لاحترام القانون الدولي واتفاقيات بروكسل وعليه قررنا الانسحاب من جميع المؤسسات السياسية والبرلمان والحكومة ومن أربع بلديات، فضلا عن تعليق عمل الصرب في مؤسسات القضاء والشرطة في شمال كوسوفو.
وأضاف: “ستظل قراراتنا سارية إلى أن تبدأ كوسوفو باحترام القانون الدولي، وتحديدا، إلى أن تلغي القرار غير القانوني الخاص بلوحات ترخيص وسائل النقل، وتنشئ مجتمعا للبلديات الصربية بناء على كل ما سبق، أنا، جوران راكيتش، أعلن استقالتي من منصب وزير الحكومة”.
تبع ذلك إعلان النواب الصرب مغادرتهم البرلمان، ومن ثم تبعهم القضاة، ورؤساء البلديات، وأثناء الاجتماع خلع قادة الشرطة الصربية زيهم الرسمي الذي يمثل كوسوفو.
يشار إلى أن سلطات كوسوفو قررت اعتبارا من 1 نوفمبر فرض غرامة مالية على أولئك الذين لم يغيروا لوحات الترخيص الصربية لسياراتهم الخاصة.
ومن المفترض استبدال لوحات الترخيص الصربية بلوحات لكوسوفو غير المعترف بها، وعلى المخالفين دفع غرامة مقدارها 150 دولارا.
وسوف تستمر الفترة الانتقالية لغاية 21 أبريل 2023، وبعدها ستبدأ شرطة كوسوفو بمصادرة السيارات التي أصرت على الاحتفاظ باللوحات الصربية.
وعلى جانب آخر أعلن وزير الدفاع الصربي ميلوس فوتشفيتش، وضع القوات العسكرية لبلاده في حالة تأهب قصوى بسبب الوضع في كوسوفو وميتوهيا.
وقال وزير الدفاع، إن رئيس الجمهورية، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمر الجيش الصربي بالاستعداد والرفع من المستوى العسكري ليكون جاهزاً للقيام بأي مهام”.
وأضاف الوزير أنّ لا أحد يريد العمليات العسكرية، لكنّ “الجيش مستعد لتنفيذ أي مهمة”.
واعترف باستقلال كوسوفو، 99 دولة، من أصل 193 دولة تابعة للأمم المتحدة، باستقلالها، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و22 دولة من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبى، لكن روسيا والصين، لا تعترفان باستقلال كوسوفو، ومنعتا عضوية كوسوفو في الأمم المتحدة.
الأزمة فى كوسوفو تنذر باشتعال نقطة ساخنة جديدة فى قلب أوروبا، فى وقت تعانى فيه القارة العجوز بسبب الأزمة فى أوكرانيا، والتدخل الروسى.. فهل تشتعل الأحداث؟
