أشجار تسير على الأرض وغالبا ستقيم حفلات بعد انتصارها على الحيوانات وستنشر في الهواء غازا ينهي الحياة.. بينما تنوي العناكب الغوص في البحار واصطياد الأسماك بشباكها التي تصطاد بها الحشرات الآن بعد تطورها في تلك الأجواء المريبة على كوكب الأرض ستتعلم الأسماك الطيران وستركض الحيتان على اليابسة وهي تطارد أهدافها
هل سيكون حقا هذا شكل الحياة على كوكب الأرض بعد 100 مليون سنة حينما ينقرض الجنس البشري؟
شكل العالم
قبل ملايين السنين في عصر الديناصورات كان يستحيل تخيل أن الثدييات هي التي ستهيمن على كوكب الأرض وبنفس المعادلة يتوقع العلماء أشكالا من الحياة على سطح الكوكب أكثر دهشة مما وصل إلينا من أشكال الحياة في العصور القديمة حيث أن نهاية الجنس البشري لن تعمل على زيادة وتيرة التطور الذي لم يكن يحدث في الماضي وحسب، إنما يتكرر اليوم أيضا، ووفق العلماء ستختلف معالم الأرض لا محالة تماما بعد ملايين السنين وستبدو الكائنات في المستقبل غريبة جدا ولن يبدو عليها أنها تمت لعالمنا بصلة.
كائنات خرافية
تحكم هذه العملية قوانين تطور هي في حد ذاتها تتطور مع الأنظمة البيئية المحيطة بها وبحسب الخبراء فإن الأرض منذ 540 مليون سنة بعد الانفجار “الكامبري” كانت تسكنها كائنات عجيبة وخرافية ففي منطقة بورغيس شيل الكندية عثر على حفريات لحيوانات أقرب لها أن تكون هاربة من أفلام الخيال العلمي، ومنها حيوان “هالوسيجينا” البحري الذي يتميز بشكل جسمه الأنبوبي الرفيع والمغطى بالأشواك الضخمة وأذرعه الطويلة ذات المخالب وعاش في الماضي.
حقائق
ويرى علماء أن الإنقراضات الجماعية ستغير وتيرة التطور ومساره وحدث ذلك في موجات انقراض جماعية في تاريخ كوكب الأرض وعلى إثرها تغيرت النباتات والحيوانات كليا فمنذ 252 مليون عام وفي العصر البرمي قضت موجة الانقراض الجماعي على خمسة وتسعين في المئة من الأنواع البحرية وسبعين في المئة من الأنواع البرية بما في ذلك نوع من الزواحف تسمى “ذات الزعنفة الظهرية الواحدة” وأنواع أخري من الزواحف الضخمة المهيمنة على الأرض وقتذاك.
وتسبب هذا الانقراض الجماعي لتطور الديناصورات التي أصبحت الأقوى بين الحيوانات البرية ثم حدثت موجة انقراض جماعي آخر في العصر الطباشيري- الثلاثي ثم حلت الثدييات محل الديناصورات لتصبح الحيوانات البرية المهيمنة على الكرة الأرضية.
تركيبة الأرض
في عصور سحيقة لم يغير الانقراض الجماعي عدد أنواع النباتات والحيوانات وحسب بل تغيرت تركيبة الكرة الأرضية كليا ويتوقع علماء البيولوجيا نشأة أشكال مختلفة ومتنوعة من كائنات حية لها قدرات جديدة تميزها.. يعجز العقل عن تصورها ففي المليار سنة الأولى من عمر الأرض كان من المستحيل تصور ظهور كائنات تتنفس غاز الأكسجين نظرا لشحه على سطح الأرض كما أن خلايا الكائنات الحية لم تكن بعد تطورت لتستمد طاقتها من الأكسجين.
لكن الأمور تبدلت بعد انتشار نوع من الكائنات الحية الدقيقة تعتمد على التمثيل الضوئي إلى حدوث أول انقراض جماعي على سطح الأرض منذ نحو 2.4 مليون سنة ومن ثم ارتفعت مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي وتغيرت كل مكونات كوكب الأرض.