باغتهم فجأة وهز الأرض من تحت أقدامهم وتمايلت البنايات بهم، ليفروا هاربين من بيوتهم إلى الشوارع باحثين عن ما يحميهم من نهاية تطاردهم.هزة أرضية بأرض الزلازل كادت تنهي كل شيء، ومئات الآلاف رأوا نهايتهم بأعينهم، فما القصة؟
ذكر المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض اليوم الأحد، أن زلزالًا بلغت قوته 6.3 درجة ضرب منطقة تايوان، وأضاف أن مركز الزلزال يقع على عمق عشرة كيلومترات.
فيما رصد المرصد الأوروبي للزلازل هزتان أرضيتنا ضربتا الجزيرة مساء أمس قرابة منتصف الليل الأولى بقوة 4.2 درجة على مقياس ريختر والثنية بلغت ذات الشدة.
وتشهد تايوان زلازل بشكل منتظم بسبب وقوعها فوق منطقة تتقاطع قربها صفيحتان تكتونيتان يؤدّي احتكاكهما ببعضهما البعض إلى نشاط زلزالي وبركاني كثيف
ويمكن للزلازل التي تزيد قوّتها عن 6 درجات أن تكون مدمرة، على الرّغم من أنّ شدّة الزلزال ليس العامل الوحيد لتحديد حجم اضراره إذ إنّ عوامل عدّة تدخل على هذا الصعيد من بينها خصوصاً مكان وقوع الزلزال وعُمقه.
وأعاد زلزال اليوم خوف المواطنين بجزيرة تايوان من ماضيهم مع زلزال سابق كان هو الأشد رغم تاريخهم مع الهزات الأرضية، حيث تسبب زلزال شهدته تايوان الـ 21 من سبتمبر لعام 1999 في فقدان الآلاف لأرواحهم وتسبب في أضرار بمليارات الدولارات وهجرة ما يقدر بنحو 100 ألف شخص، ويعد هذا أسوأ زلزال يضرب تايوان منذ زلزال عام 1935 وأودى بحياة 3200 شخص.
فمع انتظار معظم الناس بفارغ الصبر مهرجان الخريف السنوي، اهتزت جزيرة تايوان من جراء زلزال بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر، كان مركز الزلزال فى وسط تايوان على طول الساحل الغربى بالقرب من نانتو وتايتشونج، ولكن تم العثور على أضرار جسيمة فى جميع أنحاء الجزيرة، انحرفت الطرق وحوَّلت الانهيارات الأرضية، مما تسبب في تكوين مرتجل للبحيرات، ولجعل الأمور أسوأ، كانت هناك خمس توابع بلغت قوتها 6.0 درجات على الأقل في 30 دقيقة بعد الزلزال الكبير.
ثبت أن المباني في جميع أنحاء الجزيرة معرضة للخطر. تم انهار فندق من 12 طابقًا في تايبيه بالكامل. تم إسقاط مبنى مكون من 14 طابقًا في دونغشي. كشف الزلزال حقيقة أن الكثير من أعمال البناء الرديئة حدثت خلال طفرة البناء في تايوان في التسعينيات. وكانت تونغشي أكثر المناطق تضررا، حيث تضرر كل مبنى تقريبا وترك السكان البالغ عددهم 60 ألفا بدون كهرباء أو ماء أو خدمة هاتف..
كانت هناك أدلة على وقوع أضرار جسيمة في جميع أنحاء البلاد، حيث ظهر شلال جديد على الفور على نهر بالقرب من جسر منهار، وتسبب الزلزال في نزوح عمودي للأرض يصل ارتفاعه إلى 26 قدمًا في بعض الأماكن، فقد تشكلت تلال صغيرة جديدة فجأة عبر الريف.
كانت استجابة الحكومة للنازلة أقل من مرضية للناس، فيما قدمت دول من جميع أنحاء العالم المساعدة، ورفضت تايوان جميع عروض المساعدة من الصين، باستثناء حوالي 100000 دولار نقدًا.