تقرير حديث مُفزع يدق ناقوس الخطر من نقص حاد في المياه العذبة بالعالم، والتي تتوقف عليها حياة الإنسان أو الحيوانات والنباتات.. وكذلك باتت مياه البحيرات والأنهار إحدى وسائل توليد الطاقة الكهربائية.. ما حقيقة ذلك التطورالمُقلق؟ وهل سيعاني العالم من جفاف ينهي جانب كبير من الحياة على سطح الكرة الأرضية؟ وماذا سيفعل الإنسان للحيلولة دون وقوع هذا التهديد الوجودي وما الذي سيفعله لا قدر الله، وقعت الواقعة؟
تغطي بحيرات المياه العذبة نحو 3 في المئة من سطح الكرة الأرضية، و87 في المئة من كميات المياه الصالحة للشرب في كوكبنا.. لكن بحسب دراسة علمية حديثة أصدرتها جامعة كولورادو بولدر الأمريكية، نشرت في “مجلة ساينس”، بدأت تتقلص كميات المياه العذبة في ما يزيد على نصف تلك البحيرات وخزاناتها.
ويعود السؤال المحوري هنا: هل تختفي المياه العذبة من كوكب الأرض بسبب انحسارها في نصف بحيرات العالم؟ وما تفاصيل تلك القصة؟
الأقمار الاصطناعية تتبع مستجدات معدلات الجفاف التي تطرأ على كوكب الأرض، ورغم تناول دراسات عديدة نسب جفاف البحيرات الكبيرة، إلا أن البحث العلمي الجديد الصادر عن جامعة كولورادو بولدر، يعتبر البحث الأول في تقديم تفاصيل دقيقة للتطورات الخطيرة المرصودة لانحسار معدلات المياه العذبة في البحيرات على سطح الكرة الأرضية.
الدراسة الأمريكية، دقت ناقوس الخطر، معلنة أن نتائج الأبحاث توصلت إلى أن نقص المياه العذبة يهدد بالمزيد من ظواهر الاحتباس الحراري الخطيرة. كما نبهت من أن قرابة ربع سكان الأرض يعيشون بمناطق تعاني البحيرات فيها من جفاف وتبخر كميات كبيرة من المياه عند سدودها.
البروفيسور المشارك في الدراسة بالاجي راجاغوبالان، أوضح لـ “فرانس برس” أن بحيرات المياه العذبة في العالم وصلت لمستويات خطيرة بما لها من تبعات كارثية، مشددًا على أنها للمجتمعات الإنسانية يمثابة “شريان حياة”، لكن رغم ذلك لا تحظى بالاحترام المستحق.
الدراسة كشفت أيضًا أن زيادة درجة الحرارة جراء التغير المناخي، تسبب في تضاؤل المياه العذبة بالبحيرات، بتريليونات جالونات المياه كل عام منذ بدايات تسعينيات القرن العشرين الماضي.
وقالت إنه بعد الفحوصات الدقيقة، توصلت إلى أن قرابة ألفي بحيرة كبيرة بالعالم تفقد نحو 5.7 تريليون جالون أي ما يعادل 21.5 تريليون لتر سنويا، موضحة أن هذا يبين بأنه من العام 1992 إلى العام 2020، فقدت الكرة الأرضية ما يعادل 17 بحيرة.
كما ذهبت الدراسة التي أصدرتها جامعة كولورادو بولدر الأمريكية، إلى أن بحيرات المناطق المُمطرة كذلك وصل إليها هذا التغير والتأثر في نقص المياه العذبة، مرجعة ذلك إلى أن الهواء يمتص المياه أثناء عمليات التبخر.
وتطرق إلى التغيرات الطبيعية في نسب وأنماط تساقط المطر وتغير جريان الأنهار، مع تنامي احتياجات مياه البحيرات المستخدمة في الطاقة الكهرومائية.
أخيرًا.. الأمم المتحدة كانت قد شددت على ضرورة تنمية مصادر المياه العذبة والحفاظ عليها، كاشفةً في تقرير لها مارس الماضي 2023، تعذر حصول أكثر من ملياري شخص على مياه الشرب.
المنظمة الأممية تطالب باستمرار اتخاذ الإجراءات الضرورية لمعالجة أزمة ندرة المياه عالميًا، وتحذر من حدوث توقعات تشير إلى زيادة نسبة طلب المياه العذبة بالكرة الأرضية بقدر 55 في المائة العام 2050. فهل ستعاني البشرية وكل المخلوقات على وجه البسيطة من العطش والجوع السنوات المقبلة لا قدر الله، بسبب التغيرات المناخية وتقلص مستويات ونسب المياه العذبة بالبحيرات والأنهار الرئيسية؟ وما الذي يمكن أن يصنعه الإنسان كي يتجنب السقوط من حافة الهاوية؟