حفر الانهدام تنشط وزلزال حقل الزيتون تمهيد لما هو قادم

لم تتوقف الأرض فى تركيا عن الاهتزاز منذ زلزال الإثنين الأسود، حيث أكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن أكثر من 6 آلاف هزة ارتدادية ضربت جنوبي تركيا بعد الزلزال الذي وصلت قوت إلى 7.8 على مقياس ريختر.. فما هي علاقة ذلك بحفرة الانهدام؟

حُفرة الانهدام هي واحدة من أبرز المعالم الجيولوجية لمنطقة الشرق الأوسط وما حولها، وتظهر كواجهة للأحداث الطبيعية في المنطقة، حيثُ أن هذه الحُفرة هي السبب الجيولوجي الأول لتكون أهم المعالم التضاريسية في المنطقة كالبحر الأحمر والبحر الميت وغور الأردن وسهل البقاع وخليج العقبة وغيرها من الأماكن.

وتعد حُفرة الانهدام أحد الأسماء الشائعة لصدع جيولوجي كبير جداً يبلُغ طوله أكثر من 6000 كيلومتر، يمر ما بين غرب القارة الآسيوية وشرق إفريقيا بدءً من مناطق جنوب تُركيا في الشمال وحتى كينيا في الجنوب، ماراً في بلاد الشام والبحر الأحمر وخليج عدن الى عُمق الأراضي الإفريقية.

يمر هذا الصدع العظيم في دول المنطقة حافراً فيما بينها أخدوداً يمر على أراضي مُختلفة الارتفاع، تبلُغ في أعلى نقطة له ارتفاع 1170 متراً فوق سطح البحر قُرب مدينة بعلبك اللبنانية، في حين ان اخفض نُقطة يمر بها الصدع على اليابسة هي منطقة البحر الميت والتي تقع تحت مستوى سطح البحر بنحو “-421” مترًا مما يجعلها أخفض بُقعة على الأرض.

وبدأ هذا الشق الطويل في التكون بشكل واضح قبل حوالي 25 مليون سنة نتيجةً لحركة الصفائح التكتونية “العربية” من الشرق و “الإفريقية” من الغرب، حيثُ تتحرك هذه الصفائح معاً إلى الشمال ولكن الصفيحة العربية تتحرك بسُرعة أكبر مما يُسبب الصدع الجيولوجي بينهما.

وتعرّضت المناطق المجاورة للشق على مدى الزمان لسلسلة كبيرة من الزلازل والتي رُغم أنها ضعيفة في مُعظم الأحوال، إلا أنها كانت في أحيانٍ أُخرى مُدمرة بشكل هائل، حيثُ دوّنت كُتُب التاريخ والمصادر عدداً من هذه الزلازل الكارثية.

وتُعاني جميع دول المنطقة دون استثناء من ضعف في البنية التحتية القادرة على تحمل هزات أرضية قوية تزيد قوتها عن 7 درجات على مقياس ريختر، في وقتٍ يغيب فيه التخطيط السليم أو وضع هذا الخطر المُحدق بعين الاعتبار عند بناء العمارات.

وبرغم خطورة هذا الصدع على بلاد الشام من حيث تسببه بالزلازل الا أنه قد عمل على تفجر للينابيع المعدنية الحارة على الجانب الشرقي للصدع وخاصة في الأردن حيث تنبع المياه الحارة في منطقة إربد “الحمة الأردنية” ومنطقة حمامات ماعين بالقرب من مدينة مأدبا إضافي إلى المياه المعدنية في حمامات عفرا في محافظة الطفيلة.

وتعتبر هذه المياه المعدنية الحارة من أهم مقومات السياحة العلاجية في الأردن نطراً لما لهذه المياه -التي تصل حرارتها الى أكثر من 50 درجة مئوية- من فوائد علاجية ممتازة في العديد من الحالات منها “أمراض الروماتيزم المزمنة، وتشنج العضلات، وآلام الظهر، وأمراض الأوعية الدموية والأوردة، والأمراض الجلدية، كما أن لها دوراً في تنشيط الجسم بصورة عامة من الإرهاق العصبي والنفسي وتنقية البشرة، إضافة إلى علاج الامراض التنفسية عبر استنشاق البخار المتصاعد من المياه لا سيما لدى المدخنين.

Exit mobile version