يبدو أن الأرض تنوي الثورة على من عليها، ومسلسل الزلازل لا نهاية له، وغضب الأرض يصعب السيطرة عليه، زلازال في كل مكان، والعلماء في حيرة من أمرهم، وأوروبا هي الضحية الجديدة..
نوازل طبيعية تهدد الجميع، والحياة توشك أن تنتهي، وعلامات القيامة باتت جلية، كثرة الزلازل والنوازل الطبيعية لا تعني شيء سوى أننا على حافة النهاية، ويجب على الجميع الحذر… فما هي حكاية الدولة الأوروبية التي توشك أن تقوم قيامتها وتكون نهايتها حتمية؟
على غرار الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وضمن تلك الدول التي تهددها الزلازل، وقعت هولندا في مصيدة الهزات الأرضية وتوابعها، حيث أوقفت هولندا الانتاج في حقل غرونينغن الضخم الواقع في شمال البلاد، وهو أكبر حقل للغاز في أوروبا، بعد أن تعرضت المنطقة المحيطة به طوال سنوات لزلازل تزداد شدتها.
ويأتي قرار السلطات الهولندية في توقيت يشهد خلاله العالم أزمة عالمية بالطاقة جراء الأزمة العسكرية بين أوكرانيا وروسيا، ومع قرار الإغلاق لأكبر محطة انتاج غاز في أوروبا بالتزامن مع دخول فصل الشتاء قد تتضرر القارة العجوز جراء البرد القارس لذلك أبقت السلطات على 11 وحدة مفتوحة لسنة أخرى في حال كان الشتاء قارسا على أن تغلقها بشكل نهائي بعد ذلك، على خلفية التوترات الجيو سياسية المستمرة.
ورغم أن أعمال استخراج الغاز من الحقل توقفت في السنوات الماضية لكن الحكومة الهولندية أبقت الموقع قيد العمل بسبب حالة عدم اليقين بشأن الطاقة العالمية التي تسببت بها الأزمة الروسية الأوركرانية في فبراير 2022
وازدادت الهزات الأرضية بالمنطقة، كما اشتكى آلاف المواطنين من وقوع زلالزل يشعرون بها بشكل متزايد جراء أعمال الحفر والتنقيب، وقال جان ويغبولدوس، رئيس مجلس الغاز في غرونينغن، وهي جمعية محلية تقوم بحملات لمساعدة ضحايا الزلزال، لوكالة فرانس برس “يعاني الكثير من الناس في المنطقة من مشاكل نفسية بسبب استخراج الغاز”.
وعلى مدى أكثر من عقدين، اشتكى سكان يقيمون قرب الموقع من الزلازل التي نسبت بشكل مباشر الى عمليات الحفر، وفي فبراير، اتهم تقرير لجنة برلمانية السلطات الهولندية بأنها “لم تول أي اهتمام بالمخاطر على المدى البعيد”، مؤكداً أنه يقع على عاتق الحكومة تصحيح الوضع.
كما تعد هولندا من الدول ذات الإرتفاع المنخفض عن سطح البحر مما يجعلها معرضة بشكل دائم للغرق، فأى انخفاض مفاجئ للأرض الهولندية قد تسبب الزلازل، يعرض البلاد لخطر الزوال.
وجاء قرار إغلاق المحطة الهولندية لانقاذ آلاف المواطنين القاطنين بجانب المحطة من خطر تعرضهم لزلزال قد يقضي على المنطقة، ولكن على الجانب الأخر ينتج عن هذا القرار نقص في انتاج الطاقة لتغطية حاجة القارة العجوز من الغاز في وقت تعاني منه بالأساس من نقص الطاقة، مع دخول فصل الشتاء الذي لايفاقم من الأزمة.
وشهدت الأرض خلال العام الجاري عددا من الزلازل القوية والتي أدت إلى انهيار مدن وقرى بالكامل، بدأت بزلزالي تركيا وسوريا، حيث شهدت البلدين زلزالا مزدوجا خلف مئات الآلاف من الضحايا، كما شهدت المغرب زلزال ضخما منذ ما يقارب من شهر، حيث استيقظ مواطني مدينة مراكش المغربية على هزة أرضية بلغت قوتها 7 درجات على مقياس ريختر وتبعها هزة أخرى بقوة 5.3 درجة، مما تسبب في أضرار جسيمة بالمدينة وأجوارها من القرى… فهل تذهب هولندا سدى وتضيع تحت البحر؟