في مباراة دراماتيكية شهدها ملعب “مونتجويك”، قاد النجم البرازيلي رافينيا فريق برشلونة لفوز مثير بنتيجة 4-3 على سيلتا فيغو، ضمن الجولة 32 من الدوري الإسباني لموسم 2024-2025.
تألق رافينيا بتسجيله هدفين، أحدهما من ركلة جزاء حاسمة في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ليمنح الفريق الكتالوني ثلاث نقاط غالية عززت صدارته لليجا برصيد 73 نقطة، بفارق 7 نقاط مؤقت عن ريال مدريد.
لكن خلف هذا الانتصار المثير، اندلعت أزمة غير متوقعة بطلها رافينيا نفسه، بعد طلبه العاجل من المدرب هانسي فليك باستبعاد أحد نجوم الفريق من التشكيلة الأساسية.
رافينيا: بطل المباراة وصانع الأزمة
بحسب تقرير نشرته صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، فإن رافينيا، الذي أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة برشلونة هذا الموسم، لم يكتفِ بتألقه على أرض الملعب، بل فاجأ الجميع بتصريحات نارية عقب المباراة.
النجم البرازيلي وجه انتقادات لاذعة للظهير الأيسر جيرارد مارتين، الذي يشغل المركز مؤقتًا في ظل إصابة الظهير الأساسي أليخاندرو بالدي.
وبنبرة حادة، طالب رافينيا المدرب هانسي فليك باستبعاد مارتين من التشكيلة الأساسية، قائلًا:
“لا أريد رؤيته في الملعب مجددًا.”
رافينيا، الذي سجل 9 أهداف وصنع 7 تمريرات حاسمة في الليجا هذا الموسم وفقًا لإحصاءات موقع “Sofascore”، يرى أن أداء مارتين يمثل نقطة ضعف كبيرة في خط دفاع برشلونة.
الظهير الشاب، الذي تم تصعيده من أكاديمية لا ماسيا، فشل في تقديم الأداء المتوقع خلال مباراة سيلتا فيغو، حيث ارتكب أخطاء دفاعية ساهمت في استقبال الفريق لثلاثة أهداف.
رافينيا يعتقد أن استمرار مشاركة مارتين قد يعرض الفريق لخسائر في المباريات الحاسمة، خاصة مع اقتراب مواجهات مهمة في الدوري ودوري أبطال أوروبا.
جيرارد مارتين: تحت الضغط
جيرارد مارتين (22 عامًا) وجد نفسه في موقف صعب منذ بداية الموسم، حيث اضطر لملء الفراغ الذي تركه أليخاندرو بالدي بعد إصابته في أوتار الركبة في يناير 2025.
رغم أن مارتين يُعتبر أحد المواهب الواعدة في أكاديمية برشلونة، إلا أن أداءه لم يرتقِ لمستوى التوقعات.
خلال مباراة سيلتا فيغو، بدا مارتين مترددًا في التغطية الدفاعية، وفشل في إيقاف بعض الهجمات السريعة من الجهة اليسرى، مما أثار استياء زملائه، وعلى رأسهم رافينيا.
تقارير إسبانية أشارت إلى أن هانسي فليك نفسه لاحظ تراجع أداء مارتين في الفترة الأخيرة، لكنه كان مضطرًا للاعتماد عليه بسبب غياب بدائل قوية في مركز الظهير الأيسر.
إصابة بالدي، التي قد تمتد حتى منتصف مايو 2025، تجعل من الصعب على فليك إيجاد حلول فورية، خاصة أن الخيارات الأخرى مثل هيكتور فورت أو لاعبين من الفريق الرديف لم تثبت جدواها بعد في مباريات الضغط العالي.
رد فعل فليك: بين دعم الفريق وإدارة الأزمة
طلب رافينيا العلني يضع هانسي فليك في موقف حرج.
المدرب الألماني، الذي نجح في قيادة برشلونة لصدارة الليجا بفضل أسلوبه الهجومي المنظم، يفضل الحفاظ على انسجام غرفة الملابس وتجنب أي صراعات داخلية.
ومع ذلك، فإن انتقادات رافينيا قد تجبره على إعادة تقييم خياراته في مركز الظهير الأيسر.
مصادر مقربة من النادي أكدت أن فليك يخطط لعقد جلسة مع رافينيا ومارتين لاحتواء الموقف، مع التأكيد على أهمية الروح الجماعية.
في الوقت نفسه، يدرس فليك إمكانية تجربة لاعبين آخرين في المركز، أو حتى تعديل طريقة اللعب لتقليل الضغط على الجهة اليسرى، خاصة في المباريات القادمة ضد أتلتيكو مدريد وإنتر ميلان في دوري الأبطال.
تأثير الأزمة على برشلونة
تصريحات رافينيا، رغم أنها تعكس شغفه ورغبته في تحقيق الألقاب، قد تثير توترات داخل الفريق في وقت حساس.
برشلونة يعيش فترة مميزة هذا الموسم، حيث يتصدر الدوري ويقدم أداءً قويًا في دوري أبطال أوروبا.
لكن أي خلافات داخلية قد تعطل هذا الزخم، خاصة مع المنافسة الشرسة من ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في الليجا.
من ناحية أخرى، فإن تألق رافينيا يعزز من مكانته كقائد ميداني، لكنه يضعه أيضًا تحت الأضواء فيما يتعلق بطريقة تعامله مع زملائه.
الجماهير الكتالونية، التي تحتفي بمساهماته اللافتة، تنتظر الآن كيف سيتعامل فليك مع هذا الوضع للحفاظ على وحدة الفريق.