تحولات كبيرة للقشرة الأرضية، وتغيرات غير مفهومة في التربة بعد زلزال الإثنين الأسود، أحداث متتالية وغامضة اكتشفها عالم زلازل ياباني في إيران بعد شهر من زلزال السادس من فبراير الماضي.. ماذا وجد في تركيا؟
بعد نحو شهر على الزلزال المدمر، الذي وقع في 6 فبراير الماضي، زار مهندس الزلازل الياباني موري شينيشيرو، مناطق جنوب تركيا، لإجراء دراسة ميدانية لآثار الزلزال الذي ضرب تلك المناطق وما نتج عنه من دمار هائل.
وقالت هيئة الإذاعة اليابانية، على موقعها الرسمي: “إن موري شينيشيرو، وهو أستاذ في جامعة إهيم في غرب اليابان، زار المناطق المنكوبة في جنوب تركيا، ولاحظ موري حدوث تحول كبير في سطح الأرض، وذلك في بلدة نورداجي، القريبة من مركز الزلزال”.
كما سأل الناجين عن أنواع الهزات التي شعروا بها عند وقوع الزلزال.أما بالنسبة للدمار الهائل الذي خلفه الزلزال، قال الخبير الياباني: “إنه من المحتمل أن تكون الموجة الزلزالية ذات الدورة التي تصل إلى ثانيتين، والتي تسمى (النبضة الأخيرة)، قد تسببت في أضرار جسيمة للمباني”.
وأوضح موري أن “الأرض تعرضت لانجرافات عمودية وأفقية إثر الزلزال”، مشيراً إلى أن “المباني التي لم تكن مقاومة للزلازل تضررت بشدة”.
وأكد الخبير أنه سيواصل إجراء دراسته الميدانية، مضيفاً أنه سيعلن النتائج التي توصل إليها بعد عودته إلى اليابان.
ونبه مهندس الزلازل إلى أنه يتعين على اليابانيين أن يدركوا بأن المباني القديمة في بلادهم والتي شيدت وفقا لمعايير قديمة لمقاومة الزلازل يمكن أن تتعرض لأنواع من الخسائر في حال حدوث زلزال كبير.
والجدير ذكره أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير الماضي، وبلغت قوته 7.7 درجة، وتبعته آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، أسفر عن رحيل نحو 50 ألف ضحية.
فأعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية “آفاد”، عن رقم مخيف لعدد الزلازل والهزات الارتدادية التي وقعت في تركيا ومحيطها القريب، منذ السادس من فبراير الماضي حتى الرابع من مارس.
وأفادت وكالة الأناضول التركية نقلا عن “آفاد”، السبت، أنها رصدت حدوث حوالي 13 ألف زلزال وهزة ارتدادية في الفترة من 6 فبراير الماضي وحتى اليوم، في تركيا ومحيطها.
وأكدت تقارير صحفية، أن أكثر من 13 مليونًا، أو 15 في المائة من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليونًا في 10 ولايات، تضرروا بفعل الكارثة، حيث يواجه أردوغان وحزبه العدالة والتنمية اتهامات من الناجين من الزلزال بأن الإجراءات الرسمية كانت بطيئة وغير متكافئة التوزيع، خاصة في المناطق الموالية سياسيًا لأحزاب المعارضة.
ووصف مختصون زلزال تركيا بأنه الأكبر في تاريخ المنطقة، ولا يقترب منه في القوة سوى زلزال أرزينجان الذي حدث في شمال شرقي تركيا عام 1939، والذي تسبب في أضرار كبيرة في ذلك الوقت، وخلص الخبراء إلى أن قرب هذا الزلزال من مناطق التمركز السكاني هو ما تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا.