100 ألف في يوم واحد، و200 ألف خلال أسبوع، مغردون من كل أنحاء العالم يهاجمون الصين والسبب، “الشاي بالحليب”.
لماذا تغضب الصين من “الشاي بالحليب” إلى هذه الدرجة؟ هل سيتمكن الشاي بالحليب من الإطاحة بنفوذ التنين الصيني الذي يفرضه على دوله المجاورة؟
تايوان وتايلاند وهونج كونج، ثلاث دول لا تجمعها لغة واحدة ولا حتى حدود مشتركة، لا قواسم مشتركة فيما بينهم سوى الشاي بلبن، وادعاء الصين بأنهم جزء من أرضيها.
كيف تشكل تحالف الشاي بلبن؟
بدأت شرارة الأحداث الأولى في سنة 2020 عندما قام ممثل تايواني قام بإعادة تغريد منشور يدعم هونج كونج ويشير إليها بأنها دولة مستقلة عن هيمنة الصين.
لينهال بعدها مستخدمو تويتر الصينيون عليه بمنشورات غاضبة تهاجمه وتحاول إثبات أن هونج كونج تابعة للصين.
ليقوم بعدها مناهضو للنفوذ الصيني في مختلف بلاد العالم بالرد عليهم والسخرية منهم وإهاناتهم، وفي خضم تلك الأحداث انتشر بوست ساخر نشره أحد المعلقين لصورة مشروب مشترك بين الدول الثلاث التي تحاول الصين الخروج من تحت الهيمنة الصينية، ويتشكل بعدها تحالف الشاي بالحليب، ويصبح بعدها قضية مشتركة ذات بعد عالمي.
يشير اسم التحالف إلى ثلاثة أنواع من الشاي بالحليب في كل دولة من الدول، أولها «شاي الفقاعات» في تايوان، و«شاي الحليب» بهونغ كونغ، و«الشاي المثلج» بتايلاند، وكلها مشروبات غير موجودة بالصين.
توسعت الحركة بشكل ضخم للغاية خلال العامين الماضيين، فعلى تويتر على سبيل المثال، تحول تحالف شاي بالحليب إلى رمز تصدر التريند العالمي بأكثر من 100 ألف تغريدة في يوم واحد، وقرابة 200 ألف مرة خلال أسبوع.
واستطاع المحتجون كسر حواجز اللغة فيما بينهم، والكتابة على الوسم باللغة الإنجليزية فقط، لتسهيل التواصل.
ولكن ومع ذلك فقد ظلت حركتهم حبيسة مواقع السوشيال ميديا.
حتى أن متحدث السفارة الصينية في تايلاند خرج وصرح أن الأحداث التي تدور على ساحة الإنترنت لا تعكس سوى التحيز والجهل، ولا تقلق الصين في شيء، هؤلاء هم مجرد متواطئين على الإنترنت، ومؤامراتهم لن تنجح.
تطور مذهل
لكن وعلى ما يبدو فقد أسهم التحالف الذي ولد على الإنترنت، في تنظيم عدد من المسيرات في الدول الثلاث وأصبح قوة لا يستهان بها على الساحة السياسية.
أول فعالية للتحالف على الأرض كانت بتنظيم مسيرة لدعم المسيرات في تايلاند، وخرج مناهضو الصين في هونغ كونغ في مسيرات داعمة للحراك المناهض للحكومة في تايلاند.
وانتقلت الشرارة إلى تايوان لتخرج مسيرات مؤيدة في تايبيه تساند المحتجين في تايلاند وهونج كونج ورُفع خلالها شعار «تحالف شاي بالحليب».
وبدأ المتظاهرون بنقل خبراتهم المختلفة فيما بينهم، واستلهم المتظاهرون التايلانديون من الحراك في هونغ كونغ دروسا مهمة في تظاهراتهم.
ومنها استخدام المظلات كدروع، والتواصل بالإشارات اليدوية فقط، واستخدام مجموعات المحادثة الآمنة، وارتداء الخوذ والنظارات الواقية. في مواجهة الشرطة.
وفي النهاية، هل تعتقدون أن تحالف «الشاي بالحليب» سيؤثر على نفوذ الصين بالمنطقة؟ أم أن بلدا بحجم الصين لن يتأثر بمثل تلك التحالفات الوهمية على مواقع التواصل.