دوائر غامضة تظهر فجأة في مئات المواقع حول العالم وتثير حيرة العلماء

دوائر الجان ظاهرة غريبة، ومشاهد جمعها العلماء أثارت القلق والحيرة في نفوسهم، سنوات طويلة من الفضول تجاه تلك الظاهرة الغريبة التي مثلت لغزا غامضا للعلماء على مدار سنوات.

هي ظاهرة رصدتها عدسات الكاميرات، كما كشفتها الأقمار الصناعية دون تفسير واحد عن ما هيتها أو كيف تشكلت ومتى ظهرت، وبعد سنوات من البحث والدراسة، كشف العلماء السر وراء هذا اللغز..فما هي دوائر الجان؟ وكيف اكتشفها العلماء؟

أثارت دوائر الجان، -وهي دوائر غريبة تتشكل من الرمال في صفوف منتظمة في المناطق الجافة- فضول العلماء على مدى أعوام طويلة، وظلت بمثابة لغز محير، إلى أن رجح باحثون من جامعة برنستون، نظريتين اثنتين، في تفسير ظاهرة دوائر الجان، أولهما أن النمل الأبيض يساهم في الظاهرة المنتشرة بصحراء ناميبيا وأستراليا، وذلك من خلال انقضاضه على جذور النبات قبل نموه، تحدث هذه الظاهرة في التربة الرملية الجافة جدًا، وبالتحديد التي تكون عالية القلوية ومنخفضة النيتروجين.

أما النظرية الثانية، فتفسر كون الدوائر مرصوصة إلى جانب بعضها البعض، بوجود تنظيم تلقائي لدى النبات، ينمو بموجبه في دوائر منتظمة، في مسعى إلى الحصول على حصته من الماء.

وفي السابق لم يتم رصد تلك الدوائر سوى بالأراضي القاحلة في صحراء نامبيا بجنوب إفريقيا والمناطق النائية في أستراليا الغربية.

لكن دراسة جديدة استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحديد أنماط النباتات التي تشبه دوائر الجان في مئات المواقع الجديدة عبر 15 دولة في ثلاث قارات مختلفة.

واستخدم البحث الشبكة العصبية، وهي طريقة في الذكاء الاصطناعي، حيث تُعالج البيانات بطريقة مستوحاة من الدماغ البشري، حيث قام الباحثون بتدريب الشبكة العصبية على التعرف إلى دوائر الجان عن طريق إدخال أكثر من 15 ألف صورة، تم التقاطها فوق ناميبيا وأستراليا، عبر الأقمار الصناعية، ومن ثم قام العلماء بتغذية الذكاء الاصطناعي الخاص بهم بمجموعة بيانات مع مشاهدات عبر الأقمار الصناعية لحوالي 575 ألف قطعة أرض حول العالم، وتبلغ مساحة كل منها حوالي 2.5 فدان.

وقامت الشبكة العصبية بمسح النباتات في تلك الصور، وحددت أنماطًا دائرية متكررة تشبه أنماط دوائر الجان الغامضة. وقيّمت أحجام الدوائر وأشكالها، إضافة إلى مواقعها وتوزيعها.

وبدأ الباحثون بتحليل مجموعة البيانات التي تحتوي على صور أقمار صناعية عالية الدقة للأراضي الجافة، أو النظم البيئية القاحلة ذات الأمطار الشحيحة، من جميع أنحاء العالم.

وأظهرت النتائج 263 موقعًا للأراضي الجافة، حيث توجد أنماط دائرية مشابهة لدوائر الجان في ناميبيا وأستراليا، وتوزعت هذه المناطق القاحلة في جميع أنحاء إفريقيا. وتجّمعت أيضًا في مدغشقر وغرب آسيا الوسطى، وكذلك وسط وجنوب غرب أستراليا.

توصلت مجموعة من العلماء من جامعة غوتنغن في ألمانيا في وقت سابق، إلى أدلة تدعم نظرية التنظيم الذاتي التي حاولت الدراسات السابقة من خلالها شرح طبيعة “دوائر الجان” الغامضة الموجودة في صحراء نامبيا، أقدم صحاري العالم على طول ساحل ناميبيا وجنوب غرب إفريقيا وغرب أستراليا، وأظهرت الدراسة أن الأعشاب داخل “دوائر الجان” ماتت فور هطول الأمطار، لكن نشاط النمل الأبيض لم يتسبب في ظهور البقع العارية.

Exit mobile version