لماذا لا ندعو لغير المسلمين في مجالسنا؟ .. ذلك السؤال الأكثر إثارة للجدل خلال الفترة الماضية خاصة، فبين تحليل وتحريم وعدة تكهنات آخرى، باتت الإجابة تائهة، حتى جاء وزير الأوقاف المصري وأجاب عن ذاك السؤال بفتح فرضية جديدة للجدل، فما القصة وبماذا صرح وزير الأوقاف المصري، ذلك ما سنعرفه معًا في ملخص القصة :
بدأت القصة حينما سرد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، واقعة لأحد أئمة القاهرة، انتقد خلالها تصرفه حينما اختص في دعائه المسلمين فقط.
وقال جمعة، إنه سمع إمام أحد المساجد يقول “اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين، واللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين”، مضيفًا أن هذا القول خاطيء ويدعو إلى التفرقة وعدم التسامح.
وخلال حضوره فعاليات مؤتمر “التسامح ومواجهة العنف.. المبدأ إلى التطبيق”، الذي تنظمه الهيئة الإنجيلية في العين السخنة، قال الوزير :” كل مريض مصري يعود لنا”.
واستطرد مختار روايته موجهًا سؤاله للإمام ذاك: ” ما المشكلة أن تدعو للجميع، وتكسب ثواب الجميع، ولا يجب أن تدعو بمثل هذه الدعوات التي تفرق ولا تجمع”.
وأوضح وزير الأوقاف : ” يجب مراعاة معنى الجمل التي تقال والتفكير في كل كلمة تكتب أو تقال، فرجل الدين يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق”.
وقد أثار ذلك السؤال الجدل في الكثير من المواقف خلال السنوات الأخيرة الماضية ، إلى أن أكد الشيخ أحمد رضا، عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز للمسلم أن يدعو لغير المسلم بالشفاء وأن يرجو له البرىء وأن يدعو الله أن يرفع عنه البلاء والمرض.
وذلك قيامًا بواجب البر الذي قال فيه تعالى:” لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
لم يكتفي جنة الفتوى بذلك ، بل أكد عبر فيديو بثته قناته الرسمية على اليوتيوب، أنه من الجائز للمسلم أن يرقي غير المسلم بالقرآن الكريم لما رواه الإمام البخاري بسنده عن أبي سعيد الخدري.
حيث كان في سفر هو وجماعة من صحابة النبي فمروا على حي من أحياء العرب فمروا عليهم وطلبوا منهم أن يستضيفوهم ويطعموهم فأبوا، وبينما هم في مكانهم إذ لدغ سيد هؤلاء القوم حية، وطلبوا طبيبًا فلم يجدوا، فجاء سيدنا أبو سعيد الخدري قال له أنه سيداويه وقرأ عليه سورة الفاتحة، فشفي، فأعطوهم طعامًا وأجرًا.
وأراد الصحابة أن يقتسموا هذا الأجر لكن البعض رفض حتى يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم فأجاز لهم الرسول ذلك وقال: “وما أدراك انها رقية”. وعلق رضا قائلًا: “فلو لم تكن رقية غير المسلم غير جائزة ما أباح لهم النبي هذا الأجر”.
وعلى الرغم من تلك الفتوى، فهل باعتقادك أن الدعاء لغير المسلم جائزًا أم أنه أم غير مستحب، شاركونا بأرائكم؟.