رجل يدعى محرر الروح يلبس لباس الراهبين الهندوس ويظهر فجأة بالجامع الأموي بدمشق، ويؤدي طقوس ديانته الجديدة.
لتتلوها عاصفة من الاستنكار بالشارع السوري، والسؤال الأبرز هنا من هذا الشاب الغامض الذي يُدعى “داد أتمان أشاريا” ولماذا ظهر فجأة بمسجد دمشق.
ضجة عارمة اجتاحت القنوات التلفزيونية والإذاعات السورية، وصفحات التواصل الاجتماعي، بعد ظهور راهب هندوسي بداخل المسجد الأموي بدمشق.
اعتبر الناشطون أن هذا تدنيس للمسجد الشريف، ويجب عدم السماح بممارسة تلك الطقوس الغريبة داخل المسجد.
لكن ما انكشفت الحقيقة، فذلك الشاب ليس راهبا هندوسيا، أو سائحاً أجنبياً، بل هو شاب سوري درزي من محافظة السويداء يدعى علاء القاضي.
اتخذ علاء من «داد أتمان أشاريا» اسما له بعد أن تخلى عن مشروعه التجاري الناجح في الإمارات العربية المتحدة.
ثم التحق بعدها ببعض المراكز الروحية في الهند والفلبين، ما أدى إلى دخوله فترة اعتزل فيها الناس، وعندما قرر الخروج من عزلته الطويلة عاد قبل عامين إلى سوريا، ليبدأ بنشر دعوته.
أما عن اسمه الغريب دادا أتمان شاريا، ف«دادا» تعني الأخ المُقَدِر للمعلمين الروحيين، و«أتمان» تعني جوهر الروح، وقد تبنى هذا الاسم ليعكس إيمانه بالفكرة الكونية، وتخليه عن أي انتماءات عائلية أو طائفية أو قبيلة.
ينكر علاء القاضي أنه من أتباع ساتيا ساي بابا، الذي انتشرت له صور وادعي أنه يبيض ذهبا ولمعلم الروحي الهندي الشهير.
ويدعي علاء القاضي أن له حيوات سابقة، لكنه رفض الحديث عنها وتعلل بأن التجربة الروحية تخاض، ولا يتم الحديث عنها، لأن الحديث سوف يبقى قاصرا ويدخلك في جدل يفقد الحالة الروحية معناها.
“دادا أتمان” عمل خلال سنوات عيشه في الهند على نشر تعاليم طرق «اليوغا»، جنبا إلى جنب مع معتقدات طائفته، والتي يطلق عليها “تحرير الروح”.
ورغم أن “أتمان” يستخدم اليوغا لنشر طقوسه، إلا أن أتباعه يؤدون رقصات ووصلات غنائية، يعتقدون أنها تجربة تحرير روحية.
ويصفها “أتمان” بقوله: التأمل الذي نمارسه يساعد على ضبط الذات وتطويرها، أما الممارسة الروحية التي نمارسها فهدفها خدمة الوجود.
ويعتقد أن الخلاص في بناء حضارة كونية واحدة، وأن تطور الجنس البشري سيؤدي حتما إلى إزالة جميع الحدود والفوارق بين الناس.
وعلى الرغم من الجدل الشديد الذي تبع ظهوره إلا أنه يقول بأن هناك أناس كثيرين من داخل سوريا وخارجها بدأوا بالبحث عنه لكي يتعلموا منه خوض التجربة الروحية. وأن قاعدة مريديه تتوسع يوماً بعد يوم.
وفي محاولة للسلطات لمنع تكرار تلك الحادثة مرة أخرى، وجهت إدارة الجامع الأموي تنبيها لكافة الزائرين بضرورة الالتزام بالقواعد والآداب التي تحافظ على حرمة وقدسية الجامع الأموي.