عشرون عاما مضت على المواجهة الصعبة والأزمة التي لا زال العراقيون يدفعون ثمنها حتى الآن، بعد أن اتسع نطاق المواجهة التي تحولت إلى تحد متبادل بين الرئيس العراقي صدام حسين والولايات المتحدة الأمريكية، وحاول الرئيس الأمريكي بوش الابن الحصول على دعم معنوي بعد الإخفاقات التي طالت التدخل العسكري الأمريكي في العراق.
أوقف الجيش الأمريكي الرئيس العراقي صدام حسين، فيما خرج أحد عناصره بعد مرور عِقدين كاملين على المواجهة يروي أسرارا ربما يتم نشرها للمرة الأولى ضمن أسرار التدخل العسكري الأمريكي في العراق.
كيفين هولاند، رقيب متقاعد بالجيش الأمريكي كان ضمن عناصر «قوة الدلتا» التي تم تكليفها باكتشاف مخبأ الرئيس العراقي صدام حسين، وكانت المهمة تتم بمتابعة مباشرة من الرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش.
الفرق الخاصة التي تولت توقيف الرئيس العراقي قدام حسين كان قائدها على تواصل لحظي مع قيادة الجيش الأمريكي وبعث بإشارة إلى قياداتها مفادها: «إن الهدف أمامنا والمهمة قد تمت بنجاح».. وأرادت الجنود الأمريكيون المكلفون بالمهمة إحداث تأثير معنوي في الرئيس العراقي.
ما أن أحكم الجنود الأمريكيون السيطرة على الرئيس العراقي في مخبأه حتى أخبروه برسالة خلاصتها «أن الرئيس بوش يرسل لك تحياته».
وضعت المخابرات الأمريكية قبل تنفيذ عملية توقيف صدام. وضعت يدها على معلومات أولية بشأن مخبأ الرئيس العراقي ووضعت القو المكلفة بتوقيف الرئيس خطة لدخول ذلك المخبأ الذي لم يعد وقتها سرا أمام الجيش الأمريكي. وأسفرت المعلومات التي تم التوصل إليها عن وجود صدام في حفرة مغطاة بطبقة من أوراق الأشجار والرمال وتم سدها بإحكام لإخفاء مخرجها وكان يظهر منها أنبوب لضمان دخول الأكسجين.
ألقت الفرقة المكلفة بتوقيف صدام وهي فرقة دلتا مقذوفا يدويا على الحفرة وبعدها ظهر صوت بشري باللغة العربية بدأ يظهر بشكل تدريجي.
الرقيب الأمريكي يعترف بأن المعلومات وحدها لم تكن كافية للوصول إلى صدام حسين وأن الحذر كان سيد الخطة التي تم وضعها لتوقيفه وما أن سمعوا الصوت حتى ظهر رجل كثيف الشعر يرفع يده.. تم القبض على صدام حسين والجنود لا يكادون يصدقون أنفسهم فهيئة الرجل قد تغيرت.
على الفور طلب الرقيب الأمريكي من جندي ضمن الفرقة المكلفة بتنفيذ المهمة، طلب مساعدته لإخراج صدام من الحفرة وأخذ يردد: إنه هو صدام حسين.
فوجئت الفرقة الأمريكية بأن صدام الذي بدا مستسلما يحمل مسدسا من نوع «جلوك 18»، ورغم توقيف صدام كان الجنود في حالة قلق حيث وجه أحدهم سلاحه صوب فم صدام للسيطرة عليه ولضمان عدم حركته حيث كان الجنود يخشون أن يكون صدام حسين قد دبر خطة خداع.. إن كان حقا الشخص الذي تم توقيفه هو صدام ذاته .
أبدى صدام حسين بعد توقيفه رغبته في التفاوض وتقرر نزع مسدسه وقام الجنود بتسليمه إلى قياداتهم آملين أن يكون بحوزة الرئيس الأمريكي جورج بوش في إشارة رمزية إلى نجاح التدخل الأمريكي والعملية النوعية بحق الرئيس العراقي.