لا يكبح جماحها تفوق لوجيستي ولا يحول حائل بينها وبين أهدافها. ليست قوات نظامية وليست تنظيمات مدربة لكن ضربتها مضمونة الحدوث قوية الأثر ولا حل أمام سطوتها سوى اتخاذ الإجراءات الوقائية.. وذلك مخلص هجوم الأسديات الذي يتوالى بزخات متوالية متلاحقة ولماذا تستهدف دولة عربية محددة.
إنها الزخات الشهابية الكثيفة المعروفة علميا بأنها «شهب الأسديات»، والتي أصبحت على موعد محتوم مع دولة الأردن يومي السابع من شهر نوفمبر الجاري ومن المقرر أن تستمر ثمانية وأربعين ساعة، فما سر تلك الشهب وهل يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
لم تغب «شهب الأسديات» عن العلماء؛ حيث تخضع لإجراءات تتبع ودراسات دقيقة في منظمة الشهب العالمية. تلك الدرسات التي تركز على ما يسمى «زخة الشهب» وتربط بين ظهورها وأي تداعيات مرتبطة بها على كوب الأرض لتحييد المخاوف الملازمة لظهورها، خصوصا وأن التوصيفات العلمية المتعلقة بتلك الظواهر تتطلب مزيدا من الوعي؛ تفاديا لأخطار نفسية تهدد البشرية جرَّاء الجهل بتلك الظواهر.
ورغم توقيت ظهور تلك الشهر المحدد يومي السابع عشر والثامن عشر من الشهر الجاري، إلى أن هذا الموعد يشير عليما إلى موعد ذروة ظهور تلك الشهب وزخاتها لكن رصدها يبدأ منتصف ليلة الخميس ويوم الجمعة؛ لتتحقق ذروتها فجر اليوم المحدد لذروة الظهور.
ولكن السؤال الذي يحير البشر، وخصوصا غير المتخصصين في مجال علمي ذي صلة بمجالي الطقس والجيولوجيا يتناول مصدر تلك الشهب؛ فما مصدر خروجها بالتحديد؟. العلماء يشيرون إلى أن المذنبات هي المصدر الأساسي؛ فما أن تقترب تلك المذنبات من الشمس إلا وقد تركت كميات كبيرة من ذرات الغبار المتطايرة بين الكواكب في الفضاء.
تأخذ ذرات الغبار المتطايرة من المذنبات شكلا يبدو على هيئة نهر في الفضاء، وحينما يمر كوكب الأرض من ذلك النهر تظهر الشهب بأعداد كبيرة تسمى علميا «زخات الشهب».
يجمع العلماء على أن خلاصة تلك الشهب ذرات شهابية وتبدو أمامها نجوم السماء لامعة، وهو ليس بدعا من الشهب لأنها ليست المرة الأولى التي سيظهر فيها في الموعد المتوقع وسبق أن أحدث تلك الظاهرة أعوام 1799 و 1833 و 1866 ثم عادت تلك الشهب مرة أخرى في عام 1966 .
الخبراء يؤكدون أيضا أن عدد تلك الشهب المتوقع في تلك الظاهرة يصل إلة 15 شهابا في الساعة الواحدة، وتعود تسمية تلك الشهب بالأسديات إلى مرورها أمام نجوم الأسد ويمكن مشاهدتها من مختلف أنحاء القبة السماوية، على أن تكون الرؤية من مكان مظلم وذلك من مناطق بعيدة عن أضواء المدن الباهرة، وتكون مشاهدتها بأجهزة خاصة للرصد عالية الدقة محددة الاتجاه.
ولكن ما الموعد المحدد لدورة ظهور الشهب الأسديات؟ العلماء يؤكدون أنها ذروة إعصارية تحدث كل ثلاثة وثلاثين عاما، وتشير تقارير علمية إلى أن تلك الظاهرة تحدث من يوم السادس من نوفمبر وحتى اليوم الثلاثين من الشهر نفسه وتستدعي مزيدا من التوعية بها؛ تجنبا للمخاوف المرتبطة بمسمياتها العلمية.
ولا زال عدد تلك الشهب المتوقع رصدها غير محدد علميا، لكن ذلك العدد مسار جدل بين العلماء حيث يشي بعضهم إلى أنها تنتج من 10 إلى 15 شهابا في الساعة الواحدة.